United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

بيان السفير بسام صبّاغ المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية أمام الدورة الثالثة لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط المناقشة العامة

الاثنين, 14 (تشرين الثاني (نوفمبر 2022
المتحدث: 
بسّام صباغ

شكراً السيدة الرئيس،

بدايةً أودُّ أن أهنئكم شخصياً والجمهورية اللبنانية الشقيقة على توليكم رئاسة الدورة الثالثة لهذا المؤتمر، وأؤكد لكم حرصنا على التعاون البنّاء معكم لإنجاح أعمال هذه الدورة، كما أود أن أشكر دولة الكويت الشقيقة على الجهود التي بذلتها خلال رئاستها للدورة الثانية للمؤتمر. ونرحّب بمشاركة السيدة إيزومي ناكاميتسو الممثل السامي لشؤون نزع السلاح نيابة عن الأمين العام.

السيدة الرئيس،

ينعقد مؤتمرنا هذا بعد المؤتمر الاستعراضي العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، والذي لم ينجح مرة أخرى في تحديد خطوات عمليّة تضمن التنفيذ الفعّال لقرار الشرق الأوسط لعام 1995 الذي يُعدُّ جزءاً رئيسياً تمّ على أساسه التمديد اللانهائي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وركيزة أساسية في دعم نظام عدم الانتشار على المستوى الإقليمي.

إن فشل المؤتمر العاشر لاستعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الذي عُقد في شهر آب في اعتماد وثيقة ختامية يجب أن يمنحنا الدافع للمضي قدماً في جهودنا الجماعية لتنفيذ قرار الشرق الأوسط 1995، ونشكل خاص الدول الثلاث الراعية له - الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وروسيا الاتحادية – التي تتحمّل المسؤولية الكاملة عن تنفيذه. وفي هذا السياق نؤكّد على أن مقرر الجمعية العامة رقم 546/73 لعام 2018، مثّل خطوةً لكسر حالة الجمود التي واجهت تطبيق قرار الشرق الأوسط لعام 1995 منذ اعتماده وحتى الآن.

لقد أيّدت الجمهورية العربية السورية مقرر الجمعية العامة رقم 546/73 باعتباره مساراً موازياً لتنفيذ تنفيذ قرار الشرق الأوسط للعام 1995، وليس بديلاً عنه، ومنذ اعتماد هذا المقرر عملت سورية مع دول المنطقة المشاركة في هذا المؤتمر لتحقيق هدفنا المشترك في التوصّل إلى إنشاء هذه المنطقة، حيث تمّ خلال الدورة الأولى اعتماد إعلان سياسي شكّل منطلقاً لعملنا، كما تم في الدورة الثانية اعتماد قواعد الإجراءات الناظمة لعمل المؤتمر. إن هذا التقدّم الذي يحققه مؤتمرنا، يدلُّ على الجهود الصادقة والجدية التي تقوم بها الدول المشاركة فيه، ويكشف في المقابل عن استهتار إسرائيل والولايات المتحدة بالإرادة الدولية، وذلك يتّسق مع نهجهما في عرقلة جهود إنشاء هذه المنطقة.

السيدة الرئيس،

على الرغم من أن منظومة عدم الانتشار قد حققت نجاحاً حول العالم، من خلال إنشاء خمسُ مناطق خالية من الأسلحة النووية في إفريقيا، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، ووسط آسيا، وجنوب شرق آسيا، وجنوب المحيط الهادئ، إلا أن أصوات دول منطقتنا في الشرق الأوسط ما تزال - ومنذ سبعة وعشرين عاماً - تنادي وتبذل الجهود لإنشاء هذه المنطقة وبما يحقق عالمية منظومة عدم الانتشار في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن جهودها الصادقة والعملية كانت تصطدم دائماً برفض "إسرائيل" الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير حائز، وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

السيدة الرئيس،

إن الجمهورية العربية السورية كانت من أوائل الدول التي انضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كما وقّعت اتفاق ضمانات شاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقعت على اتفاقية منع استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية، وانضمّت إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وكل ذلك يؤكد حرصها على المضي قدماً في إجراءات جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل.

إن الجمهورية العربية السورية تعتبُر إنشاء المنطقة الخالية في الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى تدبيراً هاماً من تدابير نزع السلاح، وتعزيز نظام عدم الانتشار، وإسهاماً جدياً في صون السلم والأمن الإقليمي والدولي. وانطلاقاً من ذلك فقد تقدمت بلادي خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن في عامي 2002 – 2003 بمشروع قرار يرمي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع تلك الأسلحة، إلا أن تلك المبادرة تم إجهاضها من قبل دولة دائمة العضوية في المجلس حماية لإسرائيل.

السيدة الرئيس،

إن مظلة الحماية التي توفرها بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ساهمت في انفراد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط بحيازة أسلحة الدمار الشامل وتطويرها، ورفضها إخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية، إلى جانب دعم تلك الدول لتطوير البرامج الإسرائيلية العسكرية النووية والبيولوجية والكيميائية، والمساهمة في تزويدها بالتقنيات والمعدات اللازمة، في انتهاك واضح لأحكام المادة الأولى من معاهدة عدم الانتشار، مما جعل إسرائيل المصدر الرئيسي لتهديد السلم والأمن في المنطقة.

السيدة الرئيس،

تشدد الجمهورية العربية السورية على ضرورة عدم الربط- بأي شكل من الأشكال- بين موضوع إنشاء المنطقة الخالية في الشرق الأوسط، وبين عملية السلام في المنطقة. كما تُذكر مجدداً بأن أي إشارة لتحديد دول منطقة الشرق الأوسط لهذا الغرض لا يُشكل بأي شكل من الأشكال تعريفاً للمنطقة. وتؤكد على أن إنشاء هذه المنطقة لا يحتاج إلى إجراءات بناء ثقة، وإنما يحتاج إلى إرادة حقيقية وصادقة من طرف إسرائيل عبر انضمامها إلى منظومة عدم الانتشار.

ختاماً السيدة الرئيس،

تتطلّع بلادي للعمل بجدّية وانفتاح مع جميع وفود الدول المشاركة في هذا المؤتمر من أجل التوصّل إلى معاهدة ملزمة قانوناً لإنشاء المنطقة الخالية في الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى، والتي تضمن الأمن لشعوب منطقتنا والعالم.

شكراً السيدة الرئيس.