United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

السفير بسام صبّاغ المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية أمام مؤتمر التبرعات لوكالة الأونروا

الخميس, 23 (حزيران (يونيو 2022
المتحدث: 
بسّام صباغ
المكان: 
مجلس الوصاية

السيدة الرئيس،

بداية أود أن أعرب عن الشكر للسيد لازايني على الجهود التي يبذلها لاستمرار الأونروا في الوفاء بولايتها وتقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني.

السيدة الرئيس،

تبقى قضية فلسطين القضية القومية المركزية بالنسبة للجمهورية العربية السورية، والتي لم ولن تدخر جهداً للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لاستعادة أراضيه المحتلّة وحقوقِه المشروعة كافة، وخاصةً حقه في إقامةِ دولتهِ المستقلة على أرضهِ وعاصمتُها القدس، وحصول اللاجئين الفلسطينيين على حقّهم في العودة إلى وطنهم، وذلك وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار رقم 194 لعام 1948.

بعد نكبة الشعب الفلسطيني في عام 1948 تم تأسيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وكانت بمثابة ترتيبات مؤقتة لمساعدة الفلسطينيون ريثما يتمكنون من العودة إلى ديارهم، لكن معاناة هذا الشعب طالت وتعمّقت واتسعت أثارها، وأصبح اللاجئون الفلسطينيون تحت رحمة الدول المانحة والتجاذبات السياسية. وفي ظل غياب الأفق السياسي، فإن أن الأونروا تبقى الركيزة الدائمة والأخيرة لالتزام المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين بحياة كريمة وحقهم في حل عادل ودائم لمحنتهم.

السيّد الرئيس،

لقد قدمت سورية، خلال العقود الماضية، للأبناء الشعب الفلسطيني الذين لجئوا إليها، كل متطلبات الحياة الكريمة، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية منذ عقد من الزمن جرّاء الحرب الإرهابية، والإجراءات القسرية التي تفرضها بعض الدول عليها، قد حدّت من قدرتها على الاستجابة للاحتياجات للسوريين والفلسطينيين على حدّ سواء. إن تدمير الإرهاب لجزءاً كبيراً من البنية التحتية والقطاعات الحيوية في عدد من المخيمات الفلسطينية، يستدعي الحاجة الملحة لإعادة تأهيل تلك القطاعات، والتي نأمل أن تتم بأسرع وقت ممكن، بما يشمل المدارس، ومراكز الرعاية الصحية، واستعادة الأونروا لمقرّاتها ومكاتبها لاستئناف إدارة الأنشطة من خلالها، وهو أمر ضروري كي تتمكن الأونروا من العمل على الأرض بكفاءة.

السيد الرئيس،

إن مسؤولية حماية التفويض الممنوح للأونروا هي مسؤولية جماعية وسامية، والحفاظ على حقوق لاجئي فلسطين هو أمر غير قابل للتفاوض على الرغم من تزايد وتيرة وعدائية الحملات المنسقة ضد الأونروا بهدف تقويض هذه الحقوق. إن الجمهورية العربية السورية تؤكد على أهمية استمرار الأونروا في تأدية مهامها، وتقديم خدماتها لكل اللاجئين الفلسطينيين، ونحث جميع الدول الأعضاء على التبرع بسخاء للأونروا ودعم ميزانيتها بشكل كاف ودائم، من قبل الدول المانحة، والأمم المتحدة.

شكراً السيد الرئيس.