شكراً السيد الرئيس،
اسمح لي في البداية ان أهنئكم على انتخابكم رئيساً للجنة الثالثة، كما اتقدم لكم ولأعضاء مكتبكم بالشكر والتقدير لما تقومون به من جهود في إدارة اعمالها.
وأود ان أضم صوتي للبيان الذي أدلى به ممثل بوليفيا نيابة عن مجموعة الـ 77 والصين.
السيد الرئيس،
تكتسب مناقشاتنا لبند النهوض بالمرأة هذا العام أهمية خاصة لكونها تتزامن مع العمليات الحكومية التحضيرية لوضع خطة التنمية الدولية لما بعد 2015 واستعراض تنفيذ اعلان ومنهاج عمل بيجين بعد مرور عشرين عاماً على اعتمادها، ونتائج الدورة الاستثنائية الثالثة والعشرين للجمعية العامة. ويرحب وفد دولة الإمارات بإدراج هدف قائم بذاته معني بالمساواة الجنسانية وتمكين المرأة، في أهداف التنمية المستدامة، والذي يمثل خطوة هامة نحو تعزيز تعميم المنظور الجنساني وتمكين المرأة في خطة الأمم المتحدة للتنمية لمابعد 2015، ونشيد بالدور الأساسي الذي تقوم به الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، في حشد الجهود الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز والعنف ضد المرأة وتعزيز المساواة الجنسانية وتمكين المرأة على كافة المستويات، ونتطلع للمشاركة في عملية الاستعراض العام القادم.
السيد الرئيس،
لقد حققت الإمارات العربية المتحدة إنجازات بارزة في مجال النهوض بالمرأة وتمكينها في كافة المجالات، بما يتوافق مع الاتفاقيات والقرارات ذات الصلة، بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. وقد كفل دستور دولة الإمارات مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات.
وتعد الإمارات العربية المتحدة، حسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2013، من أوائل الدول عالمياً من حيث تقليص الفجوة الجنسانية في مجال التحصيل العلمي، وكذلك تعد من أوائل الدول من حيث نسبة تعليم الإناث الحاصلات على التعليم الجامعي. وفي مجال الصحة، تمكنا كذلك من خفض معدل وفيات النفاس إلى أدنى المستويات عالمياً.
وتولي الاستراتيجية الوطنية أهمية خاصة بتقدم المرأة وتمكينها في كافة المجالات، وتدعم مشاركة المرأة في القطاعين العام والخاص، كما حرصت على تعزيز المساواة الجنسانية في تطوير كافة سياساتها وبرامجها وتشريعاتها. وفي هذا السياق، تشارك المرأة الإماراتية وبفعالية في مختلف المجالات كقائدات وصانعات قرار، حيث تتقلد أربع وزيرات حقائب وزارية هامة، من بينها وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التنمية والتعاون الدولي، ويشكلن بذلك أكبر عدد من النساء الوزيرات في المنطقة، كذلك تتزايد أعداد النساء العاملات في المجال العسكري والشرطة وسلك القضاء والمحاماة بصورة مستمرة.
ولا تقتصر جهود دولة الإمارات على المرأة الإماراتية فحسب، بل توجهنا إلى دعم المرأة في المنطقة وفي العالم بصورة عامة، حيث ستستضيف ابوظبي مكتباً تنسيقياً لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بما يعكس التزام الدولة بتعزيز تواجد الهيئة على المستوى الإقليمي. وفي السابع والعشرين من أوكتوبرالجاري نعقد حلقة نقاش بالتعاون مع الهيئة حول دور المرأة في مكافحة التطرف العنيف، وهي أول حلقة نقاش ضمن سلسلة حلقات النقاش التي ننظمها حول المرأة والسلم والأمن كدعم لجهود الهيئة في الإعداد للاستعراض العالمي المعني بالمرأة والأمن والسلم. ويأتي ذلك ضمن قناعتنا بأهمية التعامل مع المرأة بصفتها شريك مؤثر وعامل فعال في منع الحروب وحل الصراعات وتعزيز الأمن والسلم في العالم.
السيد الرئيس،
يمثل العنف ضد المرأة بكافة أشكاله انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ويقوض ما تحققه الدول من إنجازات، ولذلك أولت دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بمكافحة كافة أشكال العنف ضد المرأة على مختلف المستويات. فعلى المستوى الوطني، اتخذت الدولة تدابير وقائية من خلال تطوير القوانين والتشريعات بما يوفر بيئة آمنة ترفض العنف ضد المرأة والطفل بصورة خاصة. كما حرصت الدولة على مكافحة اشكال العنف المتصلة بالجريمة المنظمة العابرة المتمثلة بالإتجار بالأشخاص خاصة النساء والأطفال. وقد حققنا نجاحاً ملموساً في هذا المجال من خلال سن قوانين وتشريعات وخطط وطنية مع تنسيق التعاون الدولي المكثف لمحاربة هذه الآفة استناداً الى الدعائم الخمسة للخطة العالمية لمكافحة الإتجار بالأشخاص.
وإلتزاماً منها بمكافحة ظاهرة العنف ضد المرأة عالمياً، تساهم دولة الإمارات بصورة فعالة في الجهود الدولية لمكافحة العنف الجنسي، حيث كانت من أوائل الدول المناصرة للإعلان الدولي لمكافحة العنف الجنسي في الصراعات الذي أيدته الدول خلال الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة في سبتمبر العام الماضي. كما تدعم دولة الإمارات مبادرة المملكة المتحدة لمكافحة العنف الجنسي في أثناء الصراعات من خلال دعم مشروع بناء القدرات في الصومال. وفي يونيو الماضي، تعهدنا خلال قمة لندن بالمساهمة بمليون دولار لدعم جهود الأمم المتحدة لمكافحة العنف الجنسي. وحرصاً منا على منع حدوث انتهاكات في مخيمات اللاجئين السوريين، قمنا بإنشاء مخيم مريجيب الفهود في الأردن وتم تخصيصه للعائلات فقط لحماية اللاجئات من خطر التعرض للعنف الجنسي.
وفي هذا السياق، تشعردولة الإمارات بقلق بالغ إزاء انتشار ظاهرة التطرف العنيف والأعمال الإرهابية المرتبطة به، والذي لا يهدد منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل مختلف دول العالم. لذلك يتوجب على المجتمع الدولي العمل معاً لمكافحته والقضاء عليه بصورة نهائية. وقد انضمت الإمارات العربية المتحدة للتحالف الدولي لمحاربة هذا الخطر والذي تلعب المرأة الإماراتية دوراً أساسياً فيه.
السيد الرئيس،،
ختاماً أؤكد على مواصلة بلادي تركيز جهودها لتعزيز عمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة وأجهزة الأمم المتحدة المعنية بتعزيز المساواة الجنسانية وتمكين المرأة على المستوى العالمي.
وشكراً