United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

جلسة اعتماد القرار 2268 الخاص بوقف الأعمال القتالية في سوريا

الجمعة, 26 (شباط (فبراير 2016
المتحدث: 
د. بشارا لجعفري
المكان: 
مجلس الأمن

السيد الرئيس،

شكراً على عقد هذه الجلسة الهامة. وأشكر السيد دي مستورا على المشاركة من جنيف عبر الفيديو.

السيد الرئيس،

لم تدخر الحكومة السورية، كما تعرفون، جهداً منذ بداية الأزمة لإيجاد تسوية سياسية، وقد أثبتت ذلك مراراً وتكراراً. واستمراراً لهذا النهج وانطلاقاً من حرصها على وقف سفك الدم السوري، دم أبنائنا.. أبنائنا نحن... وعلى إعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ إرادة الشعب السوري، أعلنت الحكومة السورية رسمياً قبولها وقف الأعمال القتالية على أساس استمرار الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب ضد "داعش" و"جبهة النصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها وبتنظيم القاعدة وفقا للإعلان الروسي- الأميركي المشترك. وتعتبر الحكومة السورية مضمون هذا الإعلان خطوة مهمة باتجاه التسوية السياسية، وتؤكد، من على هذا المنبر، استعدادها للمساهمة في تطبيق وقف الأعمال القتالية.

السيد الرئيس،

 لضمان نجاح تنفيذ وقف الأعمال القتالية في الموعد المحدد، تستمر الحكومة السورية في التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها وقف الأعمال القتالية طيلة مدة سريانه. وفي هذا الصدد نعيد التشديد على أهمية ضبط الحدود، ووقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول إلى المجموعات المسلحة ومنع هذه التنظيمات من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها وذلك تفاديا لما قد يؤدي إلى تقويض هذا الاتفاق. كما تتمسك الحكومة السورية بحق قواتها المسلحة بالرد على أي خرق تقوم به هذه المجموعات الارهابية ضد المواطنين السوريين أو ضد قواتها المسلحة.

السيد الرئيس،

لقد شارك وفد الجمهورية العربية السورية في محادثات جنيف الأخيرة، بنية صادقة وجدية تامة بهدف الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا. واليوم أكرر جاهزية الحكومة السورية للمشاركة الفعالة في أي جهد صادق يهدف إلى الوصول إلى هذه التسوية السياسية التي يقرر فيها السوريون، وحدهم، مستقبلهم وخياراتهم عبر الحوار السوري-السوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي، وبما يضمن سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وهي كلها أمور وردت في الفقرة التمهيدية الثانية من قراركم الأخير الذي اعتمد للتو رقم 2268.

السيد الرئيس،

بناء على ما سبق، فإن الكرة، من جديد، في ملعب الأطراف الأخرى، وعليها أن تثبت صدق نواياها والتزامها بتسهيل تسوية الأزمة سياسياً في سوريا دون فرض شروط مسبقة على الشعب السوري، ودون التدخل في شؤونه الداخلية، وعبر وقف دعم الارهاب أو التغطية عليه، ووضع حد لممارسات بعض الدول التي تعرقل التسوية السياسية.

السيد الرئيس،

إن السوريين مدعوون للعمل على تعزيز المصالحات الوطنية وحشد كافة الجهود لدحر الإرهاب وإعادة الإعمار وبناء سورية المتجددة الواحدة الموحدة، أرضاَ وشعباً، والحفاظ على سيادتها وقراراها الوطني المستقل.

ختاماً السيد الرئيس

اشارت الزميلة مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في بيانها إلى أنه حسب علمها لا يوجد جبهة النصرة في بلدة داريا التي تقع في ضواحي دمشق. وهذا الكلام خاطئ جملة تفصيلاً لأنه توجد جبهة النصرة في بلدة داريا. وكالعادة أقدم لكم قائمة جديدة أخرى تغطي أسماء المئات من القتلى الإرهابيين الذين قتلوا في سوريا في العام 2015 ومعظمهم ينتمون إلى جبهة النصرة وداعش، وبعضهم قتل في داريا.

المهم هنا، السيد الرئيس، أن الاسم الحقيقي لجبهة النصرة، وهو أمر يعرفه خبراؤكم العاملين في اللجان الفرعية لمكافحة الإرهاب، هو "تنظيم القاعدة في بلاد الشام"... إذاً نحن نتحدث عن القاعدة. من هو زعيم جبهة النصرة؟ هو الجولاني الذي كان اليد اليمنى للبغدادي، زعيم داعش، وانشق عليه وشكل جبهة النصرة في الشام، أي في سوريا... إذاً نحن نتحدث عن تنظيم القاعدة. زعيم جبهة النصرة الجولاني بايع الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة. إذاً جبهة النصرة تابعة للقاعدة. الظواهري عيّن مفتياً سعودياً لقطع الرؤوس وأكل الأكباد والقلوب ليكون مفتياً لجبهة النصرة في إدلب. هذا المفتي اسمه عبد الله المحيسني، واسمه موجود على قائمة مجلس الأمن للكيانات والأفراد المرتبطة بإرهاب داعش والقاعدة. هذه هي جبهة النصرة التي يحاول البعض اغفال ذكرها في بياناتهم لعل وعسى أن يتم استثناء جبهة النصرة من جهود مكافحة الإرهاب في سوريا. وجبهة النصرة متحالفة مع أحرار الشام التنظيم الإرهابي الأخر الذي اخترعته المخابرات التركية والذي يعمل في شمال سوريا قرب الحدود السورية التركية.

لقد خرج البعض عن أحكام القرار 2268 بمجرد اعتماده اليوم عندما بدأوا بالحديث عن أشياء لا علاقة لها بالقرار. ولذلك أدعو، من على هذا المنبر، مندوبي تلك الدول ممن تحدثوا عن بلادي بطريقة غير لائقة تنتهك احكام القرار 2268 إلى أن يبدؤوا بالالتزام بأحكام القرار من هذه القاعة قبل أن يطالبوا بالالتزام به خارج هذه القاعة.

 شكراً السيد الرئيس.