United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

تقرير الأمين العام حول تنفيذ القرارات الخاصة بالوضع الإنساني في سوريا

الاثنين, 25 (تموز (يوليو 2016
المتحدث: 
د. بشار الجعفري
المكان: 
مجلس الأمن

السيد الرئيس،

أشكركم على عقد هذه الجلسة، واشكركم على جعلها مفتوحة لمداخلات السادة أعضاء مجلس الأمن. هذه فرصة لتبادل الرأي ولسماع مواقف الدول على حقيقتها لما يجري في بلادي سوريا من أحداث. وأود في هذه المناسبة أن أشاطركم أفكارنا حول الموضوع قيد البحث.

يناقش مجلس الأمن اليوم التقرير الثامن والعشرين للأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في سوريا، أعيد: التقرير الثامن والعشرون. وقد اعتمد المجلس لهذه الغاية أربع قرارات متتالية منذ بداية ما اصطلح على تسميته بـ "الأزمة السورية"، وهي القرارات ذوات الأرقام 2139 و2165 و2191 و2258، ومع ذلك لم يتم احراز التقدم المأمول تجاه تحسين الوضع الإنساني في سوريا. ويحق للسوريين التساؤل عن الأسباب التي تحول دون إنهاء معاناتهم بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات ونصف على الحرب الإرهابية الدولية التي تشنها حكومات دول عدة، بعضها أعضاء في هذا المجلس، على بلادي سوريا. وقد أصاب سفير أنغولا بسؤاله الهام عندما قال: لماذا لاتتم مساءلة أصحاب المصلحة الاقليميين والدوليين على مسؤوليتهم في استمرار هذه الأزمة الانسانية واستمرار الحرب الارهابية الدولية على بلادي؟ هذا سؤال محوري ومفصلي وهام.

السيد الرئيس،

إن إنهاء معاناة السوريين بشكل مستدام لا يتحقق عبر جعل هذه المعاناة مفتوحة زمنياً إلى ما لا نهاية، ورهناً بالابتزاز السياسي التي تسعى بعض العواصم إلى تحقيقه عبر وضع الشعب السوري أمام أمرين أحلاهما مُر: إما استمرار الإرهاب أو تسليم البلاد للفوضى! كما أن إنهاء هذه المعاناة لا يتم فقط عبر تقديم عشرات التقارير وعقد الاجتماعات الدورية والمؤتمرات الاستعراضية، ولا يتم عبر تقديم المساعدات الانسانية لهذه المنطقة أو تلك، مع اعترافنا بأهمية هذا الأمر، ومشاركة الحكومة السورية في ايصال المساعدات الى جميع المناطق، ولا من خلال قيام مايسمى بـ "قوات التحالف"، التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، بتدمير صوامع الحبوب والمنشآت الكهربائية ومحطات توليد الطاقة التي كلفت الشعب السوري جهداً ومالاً يصعب تعويضهما، كما لا تتم من خلال العبث بجغرافيا الدم السورية، ولا من خلال انشاء تحالفات مشبوهة للقضاء على الارهاب، بل من خلال مكافحة الارهاب بشكل جدي على غرار ما تقوم به الحكومة السورية بالتعاون مع الاتحاد الروسي والأصدقاء الآخرين، وهو أمر تم بناءً على طلب رسمي من الحكومة السورية، مما ساهم في تحسين الأوضاع الانسانية في عدد من المناطق السورية. إن الحل معروف جيداً للجميع في هذا المجلس وللسيد أوبراين، ويتمثل بمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة المفروضة على الشعب السوري. هذه أزمة مفروضة على الشعب السوري وليست صنيعة الشعب السوري. إن البعض في هذا المجلس الموقر لا يزال يُكابر متعمداً تجاهل السبب الحقيقي لنشوء الأزمة الإنسانية في سوريا وتفاقمها، وأسباب هروب أعداد كبيرة من السوريين إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة ولجوء أعداد أخرى إلى الخارج..... إنه الإرهاب أيها السادة.  لقد أخبرناكم في بداية هذه الأزمة وفي هذا المجلس بالذات، أن حلب لم تكن شهدت أي عمل ارهابي على مدى السنة ونصف الأولى من الأزمة، وناشدنا الدول الأعضاء في هذا المجلس آنذاك مساعدة الحكومة السورية بالضغط على الحكومة التركية لاغلاق الحدود كي نمنع وصول الارهابيين الى حلب لكن أحداً لم يرد، الامر الذي أدى الى دخول عشرات الآلاف من الارهابيين المعدّلين وراثياً من جميع دول العالم، وأصبح يُطلق عليهم اسم "المعارضة المعتدلة"، أو "المجموعات المسلحة من غير الدول" ففعلوا بأهل حلب ما فعلوا ! أما بالنسبة لطريق الكاستيلو فأنا أريد أن أقول أن الحكومة السورية لم تغلق طريق الكاستيلو وإنما تسعى الى فتحه وتحريره من الارهابيين الذين يستخدمونه لقطع المساعدات الانسانية عن حلب وعن ادلب، ولمنع وصول الارهابيين عبر هذا الطريق من تركيا.

إن الارهاب هو السبب الرئيسي أولاً، وما يسمى بالإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي شلت الحياة الاقتصادية سببٌ آخر للأزمة الإنسانية في بلادي، ولذلك فإن عنوان الحل المستدام يكمن بمكافحة الإرهاب من خلال تنفيذ قرارات مجلسكم نفسه، وذلك بالتنسيق والتعاون الكامليّن مع الحكومة السوريّة، بعيداً عن سياسة ازدواجية المعايير والنفاق التي ينتهجها البعض في مكافحته للارهاب، وبعيداً عن السعي لتحويل سوريا الى مغناطيس جاذب للارهاب التكفيري.

لقد تحدثت قبل قليل المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية عن ذبح الطفل الفلسطيني اللاجئ من مخيم حندرات بحلب على يد ارهابيي مجموعة "نور الدين الزنكي"، وهي حركة تدل من اسمها لمن يعرف تاريخ المنطقة، على أصولها التركية، لكن المندوبة الأميركية وصفت ذابحي الطفل الفلسطيني بأنهم “Rebel Fighters” لم تصفهم بالارهابيين، وصفتهم بأنهم متمردون مسلحون، لم تصفهم بالارهابيين، والأمر نفسه يسري على المجموعات الارهابية الأخرى كـ "جيش الاسلام" و "أحرار الشام" و "جيش الفتح" وآخرين. 

لا بد من وقف دعم حكومات تركيا وقطر والسعودية وغيرها من الدول المعروفة للجماعات الارهابية المسلحة التي بسطت ارهابها على بعض القرى والمدن السورية، وارتكبت أبشع الجرائم بحق سكانها، واتخذت منهم دروعاً بشرية، كما أنه لا بد من التوقف عن محاولة شرعنة ممارسات تلك الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا من خلال اطلاق تسميات عليها مثل "معارضة مسلحة معتدلة" أو "جماعات مسلحة من غير الدول"، وهي كما تعرفون تعابير حيادية جداً لا تنسجم، على الاطلاق، مع حيثيات قراراتكم الخاصة بمكافحة الإرهاب.

إن عدم تسمية الارهاب باسمه الحقيقي يرسل رسالة خاطئة الى المئات من شراذم المجموعات الارهابية، مفادها أن إرهابهم مشروع طالما أنه يؤدي الى تحدي سلطة الحكومة السورية، ويُدمر بناها التحتية ومؤسساتها، ويفتح أبواب الأزمة على مزيد من الاستنزاف المادي والبشري للبلاد.

لقد قصفت الطائرات الفرنسية مؤخراً بلدة "طوخان" في ريف ادلب فقتلت 164 مدنياً كانت داعش قد أخذتهم رهائن بشرية، لكن داعش ومشغليها عندما سمعوا الرئيس الفرنسي بأنه يريد أن ينتقم لما حدث في نيس في سوريا، أمروا داعش باخلاء تلك البلدة "بلدة طوخان الكبرى" فخرج ارهابيو داعش منها قبل ساعات من قصفها من قبل الطيران الفرنسي، لكن الطيران الفرنسي قصف القرية أو البلدة، فقتل ضعف من مات أو قتل في نيس، قتل من المدنين في طوخان ضعف من قتلهم الارهابيون في نيس! أراد الرئيس الفرنسي أن ينتقم لما حدث في نيس بقتل 164 مدنياً في بلدة أو قرية طوخان في سوريا! من كان يأخذ أهالي هذه البلدة رهائن بشرية؟ أليست داعش ؟ ومن قتل المدنيين بحجة مكافحة داعش؟ أليس الطيران الفرنسي؟ وكذلك يفعل الطيران الأمريكي؟ ولدينا العشرات من الأمثلة التي نقلناها لعنايتكم برسائل رسمية تمت توزيعها عليكم مراراً وتكراراً ! أنا لست شاطراً في تعداد الأسماء كما فعلت السفيرة الأميركية، لأن لدي الملايين من الأسماء، وسيأخذ الأمر أسابيع وأنتم تستمعون لبياني كي ننهي أسماء الضحايا في سوريا جراء ممارسة المجموعات الارهابية لارهابهم. لماذا لا يصار الى تسمية من هاجم مسرح "باتاكلان" في باريس و"نيس" و"شارلي ايبدو" و "سان برناردينو" و "أورلاندو" و "ميونيخ" و "بنغلادش"، لماذا لا نسمي كل هؤلاء "معارضة مسلحة معتدلة" طالما أن الحديث عن الارهاب يدخل في اطار هذه المصطلحات ؟ لماذا يسمّى الارهابي في سوريا معتدل لكنه يسمى ارهابياً عندما يقوم بأعماله الارهابية التي ندينها كلنا في فرنسا وأميركا وبلدان أخرى؟ الارهاب .... ارهاب... قلناها منذ خمس سنوات وما زلنا نكررها. لا يوجد ارهاب حلال ولا يوجد ارهاب حرام .. الارهاب ... ارهاب ...نحن الذين نعاني من الارهاب، شعبنا هو الذي يعاني من الارهاب .

السيد الرئيس،

إن خير دليل على كلامي هذا هو قيام ما يسمى بتنظيم "حركة نور الدين الزنكي" الإرهابي، قبل أيام قليلة بذبح الطفل الفلسطيني اللاجئ "عبد الله عيسى"، الذي لم يتجاوز عمره الـ 12 عاماً علناً بدم بارد، وفصلت رأسه عن جسده بصورة تقشعر لها الأبدان ...هذا التنظيم مصنف من حكومات بعض الدول، وبعضها عضو في هذا المجلس، بأنه "معارضة مسلحة معتدلة"، وتدعمه هذه الحكومات نفسها بالمال والسلاح والتغطية الاعلامية منذ أواخر عام 2011.

إن ممارسات هذا التنظيم الارهابي لا تختلف عن مثيلاتها من التنظيمات الارهابية الأخرى، والتي يحلو للبعض في هذا المجلس وخارجه بتسميتها بـ "المعارضة المسلحة المعتدلة"، مثل "جيش الاسلام" و "حركة أحرار الشام" و"جيش محمد" و "لواء التوحيد" و"لواء شهداء بدر" و "لواء المهاجرين" و"الجبهة الاسلامية" و "جيش الفتح" و "حزب الاتحاد التركستاني الاسلامي" و"لواء السلطان مراد" وغيرها من الجماعات التي ارتكبت، وما زالت، جرائم لا توصف. تخيلوا أن العبث قد وصل ببعض أعضاء هذا المجلس الى وصف "حزب الاتحاد التركستاني الاسلامي" وهو حزب تركستاني، تم وصفهم بأنهم "معارضة سورية مسلحة معتدلة"!

إن خلق البعض لوحوش من آكلي لحوم البشر وهواة التقاط الصور مع من يقطعون رؤوسهم من ضحاياهم الأبرياء، ومن يرمونهم من الأبنية الشاهقة وهم أحياء، ومن يطبخونهم بأسطوانات الغاز في حلب، ومن يحرقونهم أحياء في افران مدينة عدرا العمالية، ومن يخطفونهم من آلاف "السبايا" من النساء والأطفال من قرى اللاذقية وحماة وحمص، هو هولٌ لن يغفره السوريون، وهو جريمة نكراء بحق البشرية لا تحتاج الى محققين وأدلة وكلاب بوليسية لكشف مرتكبيها، فالمجرم معروف وراعي هذا المجرم معروف ....

إن ما لا يمكن تفسيره ولا يمكن قبوله، هو كيف يمكن لبعض الدول الأعضاء في هذا المجلس الموقر، والتي تدّعي حمل راية حماية حقوق الانسان وسلطة القانون، كيف يمكن لها، رفض ادراج بعض تلك الجماعات على قوائم المجلس للجماعات الإرهابية، مع ادراكها أنها برفضها هذا إنما توجه رسالة لهذه المجموعات للاستمرار في القتل والذبح؟ إن هذا الرفض يدل على عدم جدية حكومات تلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب، واستخدامه له كسلاح سياسي لممارسة الضغط على الحكومة السورية.

السيد الرئيس،

إن الحكومة السورية تقوم بواجبها الدستوري في حماية مواطنيها ومحاربة الإرهاب، لكننا لا نستطيع القيام بذلك وحدنا. فنحن بحاجة لدعمكم ومساندتكم وفهمكم وتفهمكم لحجم خطر الإرهاب الذي نواجهه في سوريا والمنطقة والعالم، وهو خطر بدأ يصل الى دولكم أنتم، وأعتقد جازماً أنه يحق لكافة مواطني الدول التي اجتاحتها موجة الأعمال الارهابية الأخيرة التساؤل عن سبب تغاضي حكومات بلادهم عن سفر بعض الأفراد من رعاياها الى سوريا ليتمرسوا على ارتكاب الأعمال الارهابية ومن ثم العودة الى بلادهم الأصلية لمواصلة ارهابهم.

إن الحديث عن مكافحة الارهاب والغاء الاجراءات القسرية الأحادية الجانب يقودني إلى الخطوة الثانية المطلوبة لحل الأزمة الإنسانية، ألا وهي دعم الحل السياسي، لأن محاربة الإرهاب ستسهم في إنجاح هذا الحل، الذي يجب أن يضمن سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها..... وهذا ما أكدت عليه كل قراراتكم ذات الصلة بسوريا. ولن يسمح الشعب السوري بتحويله الى نسخة أخرى لما جرى في ليبيا والعراق والصومال والسودان وافغانستان ودول أخرى. وقبل هذا وذاك، هذا ما يتفق مع أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي، كي لا تتكرر تجاوزات البعض لهذا الميثاق وتلك المبادئ، كما فعلوا بحق العراق وليبيا وغيرهما. وفي هذا الصدد، تابعت حكومة الجمهورية العربية السورية باهتمام التصريحات التي صدرت بعد زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة إلى موسكو في 15 من هذا الشهر، والتي أكدت اتفاق الطرفين الروسي والأمريكى على مكافحة الإرهاب "مجموعات داعش وجبهة النصرة"، وإن الجمهورية العربية السورية التي تقف في الخط الأمامي في التصدي لهذا الشر الشامل ترحب بهذه التصريحات، وتُجدد في نفس الوقت الإعلان عن حرصها على تحقيق حل سياسي للأزمة في سورية يلبي تطلعات الشعب السوري ويحظى بدعمه وهي مستعدة لمواصلة الحوار السوري-السوري دون شروط مسبقة على أمل أن يؤدي هذا الحوار إلى حل شامل يرسمه السوريون بأنفسهم دون تدخل خارجي بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

السيد الرئيس،

أعيد التأكيد على أن الحكومة السورية ملتزمة بواجباتها ومسؤولياتها في تخفيف العبء الإنساني عن شعبها، كما نُعبر عن استعدادنا لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وطنية في سبيل ذلك. وفي هذا الصدد، نشير إلى أننا سنتابع التعاون مع الأمم المتحدة وتسهيل مهامها؛ ولكن هذا التعاون ليس طريقاً باتجاه واحد، بل أنه على الأمم المتحدة بالمقابل أن تتعاون مع الحكومة السورية وتنسق وتتحاور معها في مختلف القضايا الإنسانية بدلاً من اللجوء إلى التحامل والتشكيك والانتقاد الذي لا يؤتي أُكله؛ فالأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى العاملة في سوريا لم تكن لتنجح، على مدى سنوات الأزمة الخمس، في تقديم مساعدات إنسانية إلى ملايين السوريين شهرياً إلا بفضل التعاون والتسهيلات والحماية الحكومية السورية، وهذه ليست منّة من جانبنا طالما أن الفائدة تعم على معظم المحتاجين من السوريين، وطالما أن توزيع المساعدات يحترم السيادة ويتسق مع أحكام القرار 46/182 الذي أنشأ "الأوتشا".

ختاماً السيد الرئيس، أريد أن أذكركم فقط من باب التذكير بما قاله وزير الخارجية الفرنسي السابق "فابيوس" في مراكش في 12/12/2012 عندما حاولوا أن ينشئوا معارضة مصطنعة في مراكش، قال فابيوس، وأعيد ما قاله حرفياً باللغة الفرنسية:

! “Les Jihadists Francaise font de bon boulot en Syrie”

"إن الجهاديين الفرنسيين يقومون بعمل جيد في سوريا" هذا ما قاله وزير الخارجية الفرنسي السابق. أما وزير الداخلية الفرنسي السابق الذي أصبح اليوم رئيساً للوزراء ، فقد قال بالفرنسية في نفس الوقت، وأعيد ما قاله بالفرنسية:

”Je ne peux rien faire pour prevenir les Jihadist Francais d”aller en Syrie”

 قال "أنا لا أستطيع أن أقوم بشيء لمنع الجهاديين الفرنسيين من الذهاب الى سوريا".هذا ما قاله وزير الداخلية الفرنسي الذي أصبح اليوم رئيساً للوزراء، وعندما ارتد " الارهاب الجهادي الفرنسي" الذي أرسلوه الينا، عندما ارتد على فرنسا في "نيس" و "مسرح باتاكلان" و تشارلي ايبدو" انتقم الرئيس الفرنسي لما حدث في فرنسا بقصف بلدة في "منبج" فقتل فيها 164 مدنياً سورياً. لدي الكثير مما يقال السيد الرئيس ولكني أحترم الوقت ولذلك أشكركم.

البيان التكميلي:

اعتذر عن أخذ الكلمة مرة أخرى، لن أطيل وانما أود أود أن أشاطر أعضاء المجلس بعضاً من المعلومات التي لم ترد في هذه الجلسة.

أولاً - يؤسفني أن أحداً لم يذكر قيام الارهابيين المتمركزين فيما يسمى بـ "وادي بردى" في ضواحي دمشق، وهو وادي يصل الى بلدة "مضايا" التي ادّعى البعض من الحاضرين بأنها محاصرة. الارهابيون في وادي بردى قاموا بتفجير النبع الرئيسي لمياه الشرب الذي يغذي العاصمة دمشق وبالتالي تم قطع مياه الشرب عن سكان العاصمة دمشق، وعددهم سبعة ملايين. سبعة ملايين مواطن مدني سوري في دمشق تم حرمانهم من مياه الشرب بسبب قيام "المعارضة المسلحة المعتدلة" المعدّلة وراثياً بتفجير النبع الرئيسي الذي يغذي دمشق بالمياه.....

ثانياً – اريد أن أذكركم أيضاً بأن ارهابيي "داعش" قد قاموا باحراق عائلة بكاملها وهم أحياء، الأب والأم وطفلة عمرها سنتان، لأنهم حاولوا الهروب منهم من مدينة الرقة. تم احراق العائلة في ساحة عامة علناً ولم أسمع من السيد أوبراين ذكراً لهذا الأمر، ولا لتفجير نبع المياه....

ثالثاً – بالنسبة لقصف حلب. البعض تحدث عن المناطق الشرقية والغربية بأن هناك قصف يأتي من شرق حلب ومن غرب حلب، لكن السيد أوبراين لم يقل من الذي يقوم بالقصف؟ من الذي يقصف من شرق حلب ومن غرب حلب؟ هم الارهابيون الذين نحاربهم، هم الارهابيون الذين نقاتلهم، هم الارهابيون الذي يدّعي التحالف الغربي أنه يقاتلهم، هم الارهابيون الذين يأتون من تركيا وتغذيهم أنظمة الفساد الخليجية في السعودية وقطر، هؤلاء هم الارهابيون الذين يقصفون حلب من شرقها ومن غربها.

آمل أنه عندما يريد السيد وكيل الأمين العام للشؤون الانسانية أن يتحدث عما يجري في سوريا، نأمل منه أن يحدد عندما يقول أن هناك قصف، أن يقول من هي الجهة  التي تقوم بالقصف.

بالأمس أكثر من 100 قتيل وجريح سقطوا في دمشق. فقط بالأمس. وسأرسل لكم رسائل رسمية تتضمن أسماء الضحايا، بالعشرات من نساء وأطفال، في دمشق، في المطاعم والحدائق العامة، ونفس الشي في مدينة حلب. من الذي قام بذلك؟ ولماذ لم يذكر هذا الأمر؟.

شكراً

------------

رابط مشاهدة البيان:

https://www.youtube.com/watch?v=2hh0GE9F9Wo