United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومكافحة التهديدات الإرهابية في المنطقة

الأربعاء, 30 (أيلول (سبتمبر 2015
المتحدث: 
معالي الوزير، وليد المعلم، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين
المكان: 
مجلس الأمن

السيد الرئيس

   أُهنئُكم على توليكم رئاسةَ هذهِ الجلسةِ لمجلسِ الأمنِ، المخصصةِ لموضوعِ صيانةِ السلمِ والأمنِ الدوليين، وتسويةِ النزاعاتِ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا، والتصدي لخطرِ الإرهابِ.

   إن ميثاقَ الأممُ المتحدةِ أناطَ بمجلسِ الأمنِ، المسؤوليةَ الأولى عن صيانةِ الأمنِ والسلمِ الدوليين، فماذا فعلَ هذا المجلسُ لمكافحةِ الإرهابِ الذي انتشرَ في العراقِ وسورية وانتقل لمعظمِ دولِ العالمِ؟ ماذا فعل لتنفيذِ قرارتهِ الصادرةِ بهذا المجالِ، لاسيما القرارات 2170 و2178 و2199، لمساعدةِ شعبِنا الذي يدفعُ ضريبةَ الدمِ والدمارِ للبنيةِ التحتيةِ، وللتاريخِ، والحضارةِ، وللأطفالِ والرجالِ، والنساءِ، الذينَ يتعرضونَ لهذا الإرهابِ في سورية؟ وماذا فعل المجلس لإلزامِ الدولِ التي تدعمُ، وتموّلُ، وتسلحُ، وتدربُ، وتأوي، وتسهلُ مرورَ داعش والنصرة وغيرها من أذرعِ القاعدةِ؟ هذه الجماعاتِ الإرهابيةِ، التي ترتكبُ أبشعَ الجرائمِ في سورية والعراق، وإذا نظرنا إلى ما كانت عليه هذهِ الجماعاتِ قبل اتخاذِ هذه القراراتِ، والآن، فإننا نتساءل هل جرى الحدُ منها ومن جرائِمها؟

 الجواب: لا، لأننا نجدُ أنها ازدادت اتساعاً وسيطرةً ووحشيةً، وازدادَ تسلحُها نوعاً وكماً.

    دعونا نستعرضُ، ما تقومُ به دولُ أعضاءَ دائمين في مجلسِكم الكريم في هذا الصددِ: الولاياتُ المتحدةُ تقودُ تحالفاً دولياً، ماذا فعلَ هذا التحالف بعدَ مضي عامٍ على بدءِ عملياتهِ، وقيامهِ بالغاراتِ التي نسمعُ عن أعدادها، دونَ أن نلمسَ نتائجَها؟ والجواب على هذا السؤال هو أن هذه الدول تقومُ بهذا العمل في إطارِ استراتيجيةٍ عنوانَها القضاءُ على داعش في العراق، واحتوائهِ في سورية، لكننا نجدُ أنَّ الهدفَ غيرَ ذلك، والدليلُ أنَّ هذه الجماعاتِ بدلاً من القضاءِ عليها، ازدادت قوةً وتسليحاً، وتمويلاً، وشراسةً، كما ذكرنا، وذلكَ لاستمرارِ الدولِ الداعمةِ والممولةِ لهذهِ الجماعاتِ بمساعدتِها وحمايِتها ودعمِها، وعلى رأسِها تركيا والسعودية وقطر، ودولٌ غربيةٌ معروفةٌ لكم. إنَّ من يريدُ مكافحةَ الإرهابَ على الأرضِ السوريةِ، يجب أنْ ُينسقَ، ويتعاونَ مع الحكومةِ السوريةِ، التي يخوضُ جيشُها وقواتُها المسلحة المعركةَ ضدَ الإرهابِ، ويقومُ بواجبهِ في الدفاعِ عن الشعبِ، وحمايةِ أبنائهِ في مواجهةِ هذه الجماعات الإرهابية.

   إنَّ ما قامتْ به بريطانيا وفرنسا، منْ أعمالٍ عسكريةٍ فوقَ الأراضي السورية، يُشكلُ انتهاكاً فاضحاً لميثاقِ الأممِ المتحدةِ، وقواعدَ القانونِ الدولي، وتعدٍ صارخٍ على السيادةِ السوريةِ، إنَّ منْ يرغبُ فعلاً بمحاربةِ الإرهاب عليهِ التنسيقُ مع الحكومةِ السوريةِ. إن ما سمعه هذا المجلس قبل قليل من ممثل فرنسا يؤكد مجدداً حقيقة الدور الذي تلعبه بلاده في دعم الإرهاب في سوريا. إن ما قاله كلام سخيف لا يستحق التوقف عنده ولا يليق بممثل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن سبق للمجتمع الدولي أن شهد الدور التدميري لبلاده في ليبيا.

 في المقابلِ، فإننا ندعمُ ونباركُ مبادرةَ الرئيس فلاديمير بوتين، الذي دعا إلى انشاءِ تحالفٍ إقليميٍ ودوليٍ لمحاربةِ الارهابِ، المتمثلِ بداعش والنصرة، والقضاء عليه، تكونُ سورية طرفاً أساسياً فيه، ونحثُ دولَ المنطقةِ على الالتزامِ بتنفيذِ قراراتِ مجلسِ الأمنِ، ذاتَ الصلةِ بمكافحةِ الارهابِ، والانضمامِ إلى هذا التحالفِ، كخطوةٍ استباقيةٍ للدفاعِ عن نفسها. وفي هذا الصدد، فإنني أشارك الوزير لافروف مضمون حديثه عن بدء العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب في سوريا وذلك بناءً على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها.

إنَّ سورية ستواصلُ تَصديها، ومُحاربتِها للإرهابِ، المتمثل بداعش والنصرة، وبقيةِ أذرعِ القاعدةِ مهما بلغتْ التضحياتُ والأثمانُ الباهظةُ. لكنني أرجو من مجلسكم الموّقر، أنْ يقفَ مع الحقيقةِ، وينفذَ قراراتِه، ويوقفَ هذا السيلِ من الإرهابيين القادمين إلى سورية، لإنشاء ما سمُوه دولةَ الخلافة التي لن تتوقفَ في سورية أو العراق، لأنَّ قادتَها صرحوا مراراً أنَّ هدفَهم يمتد من مكة المكرّمة إلى كلِ أوروبا، وإنْ لمْ تفعلوا ذلكَ فإنَّ جرائِمهم الوحشية لن تَقِفَ في سورية والعراق وليبيا، بلْ ستَنتشرُ خارجها، وسيرتد الارهاب على داعميهِ حتماً.

وشكراً.