United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

المؤتمر الدولي الرابع لرؤساء البرلمانات

الاثنين, 31 (آب (اغسطس 2015
المتحدث: 
السيد جهاد اللحام
المكان: 
الأمم المتحدة

معالي السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة

معالي السيد صابر تشودري رئيس الاتحاد البرلماني الدولي

الزميلات والزملاء رؤساء وأعضاء البرلمانات والأمناء العامون الأكارم

الحضور الكريم

أحييكم من أرض الشام مهد المسيحية والإسلام، التي صدرت للعالم لغته وقيم التعايش بين الحضارات والأديان على مدى سبعة آلاف عام.

 بسلام الإسلام أحييكم، ومحبة المسيحية، تحية من عربي وآشوري وكردي وتركماني وإيزدي وأرمني وشركسي، حملوا رسالة الإخاء السوري إلى البشرية جمعاء.

جئتكم حاملاً في قلبي وعقلي صوت الشعب السوري الذي يذبح مرتين؛ مرة على يد الإرهاب، ومرة بصمتكم على تواطؤ بعض الدول في دعم هذا الإرهاب التكفيري القاتل، فالشعب السوري الصابر الصامد في وجه الإرهاب يناشدكم اليوم أن أفيقوا قبل فوات الأوان، أن أوقفوا هذا الجنون الإرهابي قبل أن يجتاح العالم، أوقفوا هذه الحرب الإرهابية التي تدار بأدوات إرهابية، وجهاديين تكفيريين جرى حشدهم من أكثر من ثلاث وثمانين دولة في العالم، لضرب الدولة السورية وتدميرها وتشريد شعبها.

الزميلات والزملاء

لقد اعتقدت بعض الدول أن دعمها الإرهابيين والجماعات التكفيرية يمكن أن يحقق خططهم بتقويض السلطة في سورية وتغيير نظام الحكم فيها، غير أن جل ما حققوه للأسف هو قتل آلاف الأبرياء من شعبنا السوري، وتدمير الكثير من البنى التحتية ونشر الفوضى والإرهاب في العالم، ولكنهم فشلوا في كسر إرادة الحياة والصمود لدى الشعب السوري.

واليوم نرى أن العالم بدأ يستشعر الخطر القادم، وبدأ يتحدث عن أولوية محاربة الإرهاب معترفاً بمخاطر انتشاره ووصوله إلى أوروبا ومناطق أخرى من العالم، بعد أن ظهرت جرائم التنظيمات الإرهابية بحق التنوع السكاني والاجتماعي في كل من سورية والعراق، من تشريد وتهجير وتدمير للتراث الحضاري، وعمليات الذبح الجماعية أمام عدسات الكاميرا وبإخراج فني متقن.

غير أن الاستجابة الدولية لمكافحة الإرهاب بقيت قاصرة ورهن حسابات وسياسات خاطئة، وبقيت مواقف الدول الغربية وبعض دول الجوار بعيدة عن الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بدءاً بالقرار1373 لعام 2001 وصولاً لقراري مجلس الأمن2170 و 2178 لعام 2014.

لذلك فإننا نكرر دعوتنا لبرلمانات العالم وحكوماته من منبر المنظمة الدولية هذه إلى موقف جدي ومسؤول لمواجهة هذا المد الإرهابي التكفيري، من أجل حماية مستقبل شعوبنا وأطفالنا من مفجري الأجساد البشرية؛ من أكلة الأكباد وقاطعي الرؤوس، ليس في سورية فحسب بل في العالم أجمع،  فما يجري في سورية والعراق يمكن أن يصل إلى بلدانكم مالم نملك الإرادة الحقيقية والرغبة الصادقة في العمل معا لمحاربة الإرهاب واجتثاثه.

الزميلات والزملاء

إن محاربة الإرهاب أولوية سورية، وينبغي أن تكون أولوية إقليمية ودولية كمدخل لحل سياسي في سورية يقوم على أساس ميثاق وطني، وتشكيل حكومة وفاق وطني، وعودة المهجرين والنازحين إلى البلاد.

الزميلات والزملاء

الحضور الكريم

إن الحديث عن السلام والتنمية والديمقراطية ينبغي أن ينطلق من قاعدة ذهبية: أن لا سلام ولا تنمية ولا ديمقراطية مع الفوضى والإرهاب والحروب، فأينما حلت الفوضى ونشبت الحروب وتمدد الإرهاب نعت الشعوب الديمقراطية، وفقدت ما تحقق لها من تنمية، كما حدث في بلدي سورية التي خسرت ما حققته على مدى عقود من تنمية اقتصادية وصحية وتعليمية.

السيدات والسادة

لن نساهم بدعم السلام العالمي ونحن نقف متفرجين على دول وحكومات تمول وتسلح مجموعات إرهابية، تقوض السلام الإقليمي والدولي في سورية والعراق ؟؟ ومالم نضع حداً لذلك سيبقى السلام العالمي على حافة الانفجار، وستبقى مسارات التنمية رهينة البندقية والسيارات المفخخة، وستبقى الديمقراطية حالة ترف لدى شعوب تبحث عن لقمة العيش ومسكن آمن.

ختاماً أتوجه بالشكر للاتحاد البرلماني الدولي على تنظيمه اجتماعنا هذا.

وكذلك لرؤساء البرلمانات الصديقة والمؤسسات البرلمانية الإقليمية على جهودهم في فتح قنوات التواصل من أجل تبادل الأفكار حيال الخيارات المتاحة لمساعدة الشعب السوري في تجاوز محنته، ونأمل توسيع هذا التعاون في محاربة الإرهاب على المستويات كافة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته