United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

الدورة التاسعة والخمسين للجنة وضع المرأة

الجمعة, 13 (آذار (مارس 2015
المتحدث: 
د. بشار الجعفري
المكان: 
لجنة وضع المرأة

السيد الرئيس،

أربع سنوات فقط كانت كفيلة بتشكيل نقطة تحول في حياة المرأة السورية، أربع سنوات فقط حاصرت فيها نيران كثيرة المرأة السورية، نار الإرهاب والتطرف، نار القتل والذبح والاختطاف، نار الاغتصاب الجماعي، نار العبودية الجنسية، نار قيود الأيديولوجية الوهابية الجاهلية المريضة، نار الزواج القسري من الإرهابيين والمقاتلين الأجانب، ونار الاتجار بالبشر، ونيرانٌ أخرى نالت من دورها في مجتمعها وفرضت عليها القيود في أسرتها وفي ملبسها وعملها وفي تعليمها، بعد أن كانت المرأة السورية قدوة لنظيراتها في المنطقة العربية والإسلامية على مر عقود من الزمن.

السيد الرئيس،

اليوم، وبعد تلكؤٍ طال أمده، اعترف الأمين العام للأمم المتحدة وممثلوه ومجلس الأمن وغالبية الدول الأعضاء الحاضرة معنا بحقيقة الإرهاب في سوريا، إلا أن هذا الاعتراف جاء متأخراً جداً، وللأسف كان ثمنه حياة عشرات الآلاف من السوريين، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، ومعاناة الملايين من أبشع أشكال التطرف والإرهاب وتدمير البنى التحتية ونزوح ولجوء الملايين، ناهيك عن معاناة النساء والفتيات السوريات من أبشع الفتاوى اللا أخلاقية، وأشهرها فتوى ما يسمى بـ "جهاد النكاح" التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، وتمتد آثارها يوماً بعد يوم في ظل صمت دولي مستهجن، حتى من قبل المعنيين بحقوق المرأة في الأمم المتحدة، إلى أن وقعت ضحيته آلاف الفتيات من تونس والمغرب وفرنسا وبريطانيا والنمسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وكندا.....

وبالرغم من هذا الاعتراف المتأخر، تصر بعض الدول المكابرة على إكمال أخطائها السابقة من خلال اتباع مقاربة دولية خاطئة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضاء على الإرهاب بشكل يقوم على التسييس وازدواجية المعايير. فعلى سبيل المثال: أعرب عدد من ممثلي الدول الأعضاء في بياناتهم عن استنكارهم للجرائم الإرهابية التي يرتكبها "داعش" ومجموعات أخرى في سوريا والعراق، إلا أن تلك الدول نفسها تتجاهل بأن سياسات حكوماتها الخاطئة المستمرة تجاه بلادي كانت السبب الأساسي بوصول معاناة المرأة السورية إلى هذه الدرجة من التدهور، وذلك بفعل انخراط هذه الحكومات المباشر في تمويل الإرهاب وتسهيل عبوره عبر الحدود وضمان تمويله، والتسليح العلني للجماعات الإرهابية المسلحة، وإنشاء المعسكرات لتدريب الإرهابيين قبل إرسالهم إلى سوريا ليقترفوا جرائمهم ولكن بعد تعديل تسميتهم من إرهابيين إلى "معارضة معتدلة"...

إن الأمم المتحدة، ممثلة بـ UN WOMEN، مطالبة اليوم بالاعتراف بالفتاوى الجاهلية والجرائم المرتكبة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، وباتخاذ إجراءات جدية لمنع وقوع النساء والفتيات البريئات ضحايا لهذه المظاهر المخجلة باعتبار أن هذه الأفكار ستصيب بآثارها وانتهاكاتها حقوق المرأة في العالم أجمع. كما انها مطالبة بتقديم الدعم للحكومة السورية في جهودها الرامية لتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وبناء قدراتها الذاتية لتكون أقدر على المشاركة الفعلية في إحلال وحفظ السلام المجتمعي، فضلا عن تفعيل دورها في مرحلة إعادة الاعمار، وهو ما شكل جزءا من برامج الهيئات الحكومية والمدنية المعنية في سوريا.

ختاماً، إن الدول الأعضاء مدعوة إلى دعم نضال نساء فلسطين المحتلة ونساء سوريا في الجولان السوري المحتل ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي انتهك حرمة حقوقهنّ ومنعهن من التواصل مع وطنهن الأم. وهي مدعوة أيضاً لدعم الاختيارات الوطنية لنساء سوريا، فنساء سوريا قادرات على إسماع أصواتهن وإحداث التغيير الذي يرغبن دون أي تدخل خارجي.

    شكراً......