United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

التصويت على قرار الجولان السوري المحتل في اللجنة الرابعة

الثلاثاء, 17 (تشرين الثاني (نوفمبر 2015
المتحدث: 
د. بشار الجعفري
المكان: 
اللجنة الرابعة

السيد الرئيس،

يتقدم وفد الجمهورية العربية السورية بالشكر لكم، السيد الرئيس وزميلي السفير بريان بولر، على الإدارة الناجحة لأعمال هذه اللجنة الهامة. كما نشكر جميع الوفود التي صوتت اليوم لصالح مشاريع القرارات المتعلقة بكل من البندين 54 و55 بما في ذلك مشروع القرار المعنون "الجولان السوري المحتل. والشكر موصول لوفدي كوبا وإندونيسيا اللذان قاما بتقديم مشاريع القرارات بالنيابة عن متبنيها. ونشكر الدول التي انضمت إلى قائمة متبني مشاريع القرارات هذه.

 من جديد، أرسلت الدول الأعضاء، من خلال تأييدها الواسع لهذه القرارات، رسالة واضحة لا لبس فيها إلى إسرائيل بانها مجرد سلطة قائمة بالاحتلال، لا غير، وبأن هذا الاحتلال غير مقبول ومدان ويجب أن ينتهي فوراً، هو وكل انتهاكات إسرائيل لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي. ولقد ثبّت الوفد الإسرائيلي عزلة سياسات إسرائيل في هذه المنظمة الدولية عندما صوت وحده ضد مشروع القرار الخاص بالجولان... وهذه العزلة هي أفضل عقاب قانوني لإسرائيل جراء استمراراها في احتلال الجولان السوري.

إن تصويت الغالبية الساحقة اليوم لصالح مشروع القرار الخاص بالجولان السوري المحتل يؤكد، من جديد، رفض الدول الأعضاء لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، ويؤكد، أيضاً أن محاولة ضم الجولان السوري المحتل من قبل اسرائيل، إنما هو إجراء باطل ولاغي وليس له أي أثر قانوني وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 497. وتحتفظ بلادي بحق استرجاع الجولان المحتل كاملاً بكل السبل المشروعة التي يكفلها الميثاق والقانون الدولي. ولا يخفى على أحد أن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، في هذا الإطار، هو انتهاك مُضاعف وخطير، حيث لم تكتف اسرائيل باحتلال الجولان السوري بل عمدت إلى إصدار قوانين عبثية كقرار ضم الجولان السوري، ومن ثم قامت باستجلاب قطعان المستوطنين الغرباء للاستيطان هناك، وشجعتهم على هذا الاستيطان بتزويدهم بحوافز مالية كبيرة، وقامت باستغلال موارد الجولان الطبيعي، بما في ذلك المياه والنفط، هذا إضافة إلى اعتقال الكثير من السوريين الرازحين تحت الاحتلال، وفي مقدمتهم مانديلا سوريا، المناضل صدقي المقت، الذي اعتقلته إسرائيل لمدة 27 عاماً وهي نفس الفترة التي قضاها نيلسون مانديلا في سجن الأبارتايد.

السيد الرئيس

  لقد صوتت إسرائيل وحدها ضد القرار المتعلق بالجولان السوري المحتل، كما صوتت ضد جميع مشاريع القرارات الأخرى المقدمة اليوم أمام اللجنة في إطار البندين 54 و55، وهذا أمر ذو دلالة كبيرة، حيث أن تصويتها هذا يمثل بحد ذاته رسالة إسرائيلية علنية إلى ما يسمى المجتمع الدولي مفادها ان اسرائيل غير معنية بالإجماع الدولي وبالأمم المتحدة والقانون الدولي. وفي هذا الإطار لاحظنا بارتياح بالغ امتناع عدد قليل من الوفود عن التصويت على مشروع القرار المتعلق بالجولان السوري المحتل، ونناشد هذه الوفود الانضمام لاحقاً إلى الإجماع الدولي، وذلك من خلال تصويتهم لصالح هذا القرار عند طرحه أمام الجمعية العامة خلال الأيام القادمة، لأن أي تردد في إدانة ورفض الاحتلال وضم أراضي الغير بالقوة، إنما يرسل إشارة خاطئة للخارجين عن القانون مفادها أن شريعة الغاب هي البديل عن القانون، وأن الخروج عن القانون في حالة اسرائيل هو استثناء مشروع.

شكراً السيد الرئيس.