United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

الأطفال والنزاعات المسلحة

الثلاثاء, 02 (آب (اغسطس 2016
المتحدث: 
د.بشار الجعفري
المكان: 
مجلس الأمن

السيد الرئيس

لقد اطلعنا باهتمام على التقرير الخامس عشر للأمين العام والذي أعدته  السيدة ليلى زروقي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني  بالأطفال والنزاعات المسلحة. وننوه، في هذا الصدد، بتسليط السيدة زروقي الضوء أخيرا وبعد لأي ٍ شديد على جزء بسيط من الحقائق المتصلة بتجنيد تنظيم "داعش" الارهابي وتنظيم "جبهة النصرة" الارهابي وتنظيمات ارهابية أخرى للأطفال و قتلهم والتنكيل بجثامينهم في الجمهورية العربية السورية منذ خمس سنوات ونيف. وبغية تصويب الحقائق بالاتجاه الصحيح فإننا نود أن ندلي بالملاحظات التالية:

أولا - لم يتناول التقرير البحث والسرد في السبب الرئيسي لمعاناة الأطفال والفتيات في بلادي والذي يكمن في  الاصرار الممنهج على نشر أسس وتكريس قواعد الفكر الوهابي السعودي المتطرف الذي أرسى نظام ال سعود جذوره الدموية، عندما تبنى في القرن الثامن عشر أساليب المنحرف محمد عبد الوهاب في القتل والذبح والغزو وسبي النساء وشق بطون الحوامل لقتل أجنتهن في منطقة نجد في شبه الجزيرة العربية التي سرق آل سعود اسمها وحولوه إلى اسمهم هم أي السعودية، ثم نقل ارهابه هذا إلى أبواب دمشق وكربلاء منذ ذلك الوقت. لقد صدم العالم بأسره حين تابع مؤخرا عبر وسائل الاعلام كافة وقائع الجريمة البشعة ألا وهي ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى الذي جلس جريحا مرعوبا ومحاطا بوحوش تقتاده ليذبح على يد " فصيل معارض معدل وراثياٌ" ليصبح بنظر البعض معتدلاٌ، فقضى ارهابهم عليه ذبحاً وفق " الشرعية الداعشية الوهابية" ليرتكبوا بفعلتهم تلك جريمة مقززة معتدلة! مجموعة لصوص " نور الدين زنكي" المصنوعة تركياً والتي وصفتها السفيرة الأمريكية في جلسة سابقة " بالمقاتلين المتمردين" كما تتذكرون، وهي تنظيم ارهابي يطبق نهج الشذوذ الفكري ويتلقى الدعم المالي والتمويل بالسلاح من السعودية وقطر ودول غربية ونظام أردوغان هي التي قامت بهذا العمل الاجرامي المعتدل. لقد بات ضمير العالم يعلم كيف سهلت هذه الأنظمة الوهابية ايضاً عملية ابادة هؤلاء الأطفال الذين قتلوا بدم بارد في مجزرة الزارة التي نفذها مسلحون تكفيريون في القرية الواقعة في ريف حماه قبل أشهر قليلة وفي مجازر أخرى تم ارتكابها في سوريا، هذه الأنظمة التي تعاقدت مع الشيطان نفسه لتنفيذ مشروع دموي يقضي على براعم سوريا والعراق أمام المدارس وفي المشافي. هذه الانظمة التي تسببت في غرق الطفل السوري ايان على الشاطئ التركي من المتوسط، وتسببت في مقتل مئات الاطفال بعد قصف طائرات مايسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية مدينة منبج في ريف حلب، وهي نفس الانظمة التي تسعى جاهدةً لإشعال جبهة الجنوب لحصد مزيد من أرواح الاطفال البريئة، وتخفيف الضغط غلى ارهابيي الشمال الذين سقطوا أمام الجيش والقوات المسلحة. أن غرفة "موك" الموجودة في عمان وهي التي تضم أجهزة أستخبارات تمثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وتركيا وقطر والأردن واسرائيل والسعودية، تحشد الآن ما بين من سبعة الاف إلى تسعة الاف مقاتل على حدودنا مع الأردن، داخل الأردن، وهم ينوون إطلاق هذه المعارضة المعتدلة المتوحشة قريباً بإتجاه حدودنا الجنوبية مع الأردن، لكي يمارسوا إعتدالهم في قتل الاطفال وتدمير البنى التحتية للدولة ومهاجمة الجيش والامينن من أطفال وبالغين. لو حدث هذا في اي دولة من دولكم هل كنتم ستسمون هؤلاء الرعاع معارضة معتدلة ؟ مسلحة معتدلة؟ هل كنتم ستتعاملون معهم على أنهم زعران رعاع معتدلين ؟؟     

    ثانيا – لقد أغفل التقرير الاشارة إلى معاناة الاطفال في مخيمات اللجوء في دول الجوار وهو أمر جوهري. وفي هذا الصدد، لا يسعنا إلا الإعراب عن قلقنا العميق من استمرار اغتصاب الأطفال وظاهرة الاتجار بالرقيق والتجنيد في تلك المخيمات في تركيا والأردن ولبنان،  كما نعبر عن عميق حزننا من استمرار ظاهرة الاتجار بالاعضاء البشرية لهؤلاء الأطفال الابرياء، ناهيك عن اغتصاب الأطفال السوريين والنساء والتحرش الجنسي والمتاجرة بالأعضاء في المخيمات التركية وتحديدا حسب ماتناقلته وكالات الاعلام التركية في مخيم "نيزيب " الواقع في محافظة غازي عنتاب.  وقد نشرت صحيفة "بيرغون" التركية خبر تعرض /30/ طفلاً سوريا تتراوح أعمارهم ما بين/ 8 و12 / عاماٌ للاغتصاب، كل ذلك فضلاً عن تجنيد الشباب وإجبارهم على الانضمام للجماعات الإرهابية. وبتاريخ 5/6/2016 نشرت نيويورك تايمز مقالاً تحت عنوان:

" In Turkey, a Syrian Child has to Work to Survive ":

 ورد فيه واقتبس:

"فبدلاً من أن يتلقى الطالب تعليمه في صفه، يكدح طوال اليوم في معامل النسيج في غازي عنتاب ، وهنالك قرابة مليون طفل سوري ممن يعيشون في تركيا، والالاف منهم يعملون في مصانع ومحلات صنع الحلوى ، لايستطيعون القراءة ولا الكتابة". انتهى الاقتباس.

كما توفي قبل أيام طفلان في مخيم " الرقبان" في الأردن جراء الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون في المخيم وعلى رأسها نقص الرعاية الصحية وتلوث المياة. وكان سبب وفاة الطفلة "فادية الخالد" ذات العشر أشهر، الإصابة بمرض اليرقان الناتج عن المياة الملوثة.

ثالثاً- نؤكد على تجديد المطالبة بإجراء طاقم السيدة زروقي تحقيقاُ لمعرفة مصير المئات من الأطفال الذين تم اختطافهم من قبل عناصر جيش الاسلام الارهابي، وفرقة التوحيد و الجيش الحر في ريفي دمشق وحلب واللاذقية بعد ارتكاب جرائم تقشعر لها الابدان على أساس طائفي بحت. وناشدنا في الرسائل المتكررة التي تم ارسالها إلى مجلس الامن ومكتب السيدة زروقي معرفة مصير أولئك الأطفال. وقد  تم تزويد مكتب السيدة زروقي بمواقع الكترونية توثق حالات تجنيد الاطفال من قبل مايسمى بمفتي تنظيم  " أحرار الشام" التابع لجبهة النصرة وهو الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني، وكذلك تغريدة المنظرالارهابي السعودي محمد العريفي عبر التوتير التي وجه بها "المعارضة المعتدلة" بالذبح والقتل في الخفاء دون نشر المقاطع، كي لايثير ذلك الرأي العام الغربي والإسلامي ضدها. كما طلبنا من مكتب السيدة الموقرة أن يتم تزويدنا بأسماء الاطفال السوريين التي ادعى التقرير بقيام القوات الحكومية بتجنيد /5/ أطفال منهم في اللجان الشعبية. وحتى تاريخه لم نتلقى أي معلومات بهذا الشأن

ثم إننا نكرر السؤال ذاته على فريق السيدة زروقي وهو: لماذا يصر معدو التقرير على اغفال الاشارة إلى الاجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري واطفاله، ودورها في تضيق الخناق على حياة الاطفال سوريا؟   

رابعا- تجاهل التقرير تجاهلاً تاماً معاناة الاطفال السوريين في الجولان السوري المحتل من القهر والقلق والرعب نتيجة لمعايشتهم لممارسات الاحتلال الاسرائيلي من حصار وتعذيب يمارس على السكان السوريين مما يؤثر سلباً على شخصية الاطفال السوريين في الجولان السوري المحتل كما حدث مع الطفل الرضيع فهد لؤي شقير ابن السنة والثلاثة أشهرمن العمر، أكرر رضيع عمره سنة والثلاثة أشهر! الذي فرضت عليه قوات الاحتلال الاسرائيلي الاقامة الجبرية لمدة عامين في بلدة مجدل شمس المحتلة بسبب ولادته في دمشق. ابوه طالب من الجولان السوري المحتل كان يدرس في جامعة دمشق وزوجته السورية من الجولان انجبت طفلها في دمشق ولما عاد الاثنان بعد ان تخرج الزوج من الجامعة، القت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الرضيع وعمره سنة وثلاثة أشهر ووضعته قيد الاقامة الجبرية لمدة عامين. هذه القصة لم تسمع بها السيدة زروقي! يضاف الى ذلك فرض المناهج الاسرائيلية على الاطفال السوريين في الجولان السوري المحتل وحرمانهم من المناهج السورية، واستغلالهم اقتصادياً بالحاقهم بالاعمال الخطيرة التي تعيق تعليمهم وتضر بصحتهم ونموهم، ناهيك عن اكثر من /50/ طفلا من اطفال الجولان السوري المحتل الذين سقطوا ضحايا اكثر من مليوني لغم زرعتها قوات الاحتلال في الجولان السوري المحتل! أيضاً هذه القصة لم تسمع بها السيدة زروقي! كما ولا يمكننا تجاهل الفضيحة الأخلاقية التي تمثلت بسحب الأمين العام للأمم المتحدة للحقائق الواردة في تقرير السيدة زروقي بشأن توثيق جرائم التحالف الذي يقوده النظام السعودي ضد شعب وأطفال اليمن، حيث أودت جرائم هذا النظام السعودي بموجب تقرير الأمين العام نفسه الذي تم اغتياله قبل أن يبصر النور بحياة /953/ طفل وأكثر من /1168/ طفل جريح، كما عزيت 60% من الاصابات إلى غارات هذا التحالف السعودي. وما من شك في أنكم اطلعتم كلكم على الابتزاز السياسي الذي مارسه مندوب النظام السعودي، عندما وجه تهديداً للأمين العام بوقف المساعدات المالية وقطعها عن برامج الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لاسيما وكالة الانروا.

ختاماً السيد الرئيس،

أن كل من تباكى أمامكم  اليوم على وضع الاطفال السوريين هو نفسه شريكٌ أساسي في سفك دماء السوريين من أطفال وبالغين وراشدين، كثير ممن تطرقوا إلى بلادي في بياناتهم هم شركاء أساسيون في سفك دماء شعبنا. يتباكون  على حلب وهم وراء  الجرائم في حلب، يتباكون  على إدلب  وهم وراء  الجرائم في إدلب ويهيؤون الآن لإشعال جبهة الجنوب عبر حدودنا مع الأردن، هذا هو الاجرام بحد ذاته... هذا هو الاجرام بحد ذاته.

شكراً

______________________________________________________________________________________________

رابط مشاهدة البيان: