United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

خطاب وزير الخارجية في جلسة مجلس الأمن حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب

الأربعاء, 24 (أيلول (سبتمبر 2014
المتحدث: 
سمو الشيخ/ عبدالله بن زايد آل نهيان - وزير الخارجية
المكان: 
مجلس الأمن

السيد الرئيس

نيابة عن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية بلادي أود أن أتقدم لكم بالشكر على عقد هذه الجلسة الهامة ،  واشكركم كذلك على السماح للدول بالمشاركة في هذا النقاش الذي تم (سيتم) خلاله اعتماد القرار رقم (…...) حول  ظاهرة تدفق المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة، والتي سيطرت مؤخراً على مساحات واسعة من المدن والقرى، للمشاركة بشكل مباشر في تأجيج الصراعات وارتكاب انتهاكات جسيمة في حق الأبرياء، من اعتداءات وخطف وتهجير وقتل جماعي، الأمر الذي يؤكد على إيماننا بوجود تهديد مشترك  لجميع الدول الأعضاء، وبالتالي يتعين توحيد الجهود في اتخاذ تدابير صارمة وفورية لمواجهته.

السيد الرئيس

إن هذا التهديد الذي تشهده منطقتنا اليوم  قد تفاقم  في الفترة الأخيرة بسبب عدم وجود رادع يحول دون القضاء  عليه في السابق، فقد واجهنا منذ عقدين تهديدات القاعدة، بالإضافة إلى تنظيمات إرهابية أخرى، التي عبرت أعمالها الحدود إلى شبه الجزيرة العربية وإلى أبعد من ذلك. ولا نزال نعاني اليوم من نفس التهديدات، بل ازدادت خطورتها مع ظهور أشكال مختلفة للعنف لا تقتصر فقط على القتل والخطف والتهجير، بل تمتد لتشمل أعمال العنف الجنسي التي تستهدف النساء بالدرجة الأولى، والتي دائما ما يتم  إغفالها  عند الحديث عن جرائم تلك التنظيمات، وما الأعمال التي ترتكبها "داعش" في كل من العراق وسوريا إلا أكبر دليل على ذلك، الأمر الذي بات يشكل مصدر قلق لدولة الإمارات ،. ولذلك نناشد المجتمع الدولي بمواصلة جهوده للقضاء على أحد عناصر تنامي الإرهاب ألا وهو تجنيد المقاتلين الأجانب، مع أهمية أن يكون ذلك جزءاً من استراتيجية شاملة للقضاء على العناصر الأخرى التي تغذي الإرهاب.

السيد الرئيس

إن دولة الإمارات تدين بقوة كافة عمليات تجنيد المقاتلين الأجانب، وتمويلها وتعتبرها واحدة من أخطر روافد الإرهاب الدولي، وتؤكد على أن أبعاد خطورة هذه المسألة لا تقتصر فقط على المناطق التي يشوبها الصراعات، وإنما أيضا المناطق الآمنة التي يتم تجنيد المقاتلين منها. وعليه، فإن دولة الإمارات ترحب بالقرار الذي وتم (سيتم) اعتماده اليوم وترى أنه قرار مهم وحاسم . 

  إن التصدي لهذه الظاهرة لا يمكن أن يتم من خلال الوسائل والاجراءات الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما يتطلب الأمر إنتهاج المجتمع الدولي لاستراتيجية موحدة تضمن منع تجنيد العناصر الإرهابية،  وذلك من خلال:

أولاً: تعزيز التعاون الدولي على كافة الأصعدة ولا سيما في مجال تبادل المعلومات الخاصة بحملات تجنيد الشباب كمقاتلين أجانب وأيضا بشأن تنقلاتهم، مع أهمية وضع معايير واضحة ومحددة تنظم هذه العملية.

ثانياً: تشديد وسائل المراقبة، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي التي يتم استغلالها لجذب عدد أكبر من المُغرر بهم في سبيل تحقيق أهداف دنيئة تحت شعارات دينية لا تمت إلى الدين بصلة،. وتقوم دولة الإمارات حالياً بدراسة آليات  لمنع التنظيمات الإرهابية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لغرض التجنيد .

 

ثالثاً: تطوير التشريعات والقوانين الوطنية الكفيلة بملاحقة وتجريم الضالعين. وأود أن أشير إلى أن دولة الإمارات قد اعتمدت مؤخراً قانوناً اتحادياً صارما   لمعاقبة من تثبت  إدانتهم بالتحريض على الإرهاب أو القيام بأعمال إرهابية.

 

أخيراً: اتخاذ  ما يلزم   لمكافحة كافة أعمال التطرف العنيف، بما في ذلك تعزيز برامج التعليم والتأهيل ولا سيما بين صفوف الشباب العاطلين عن العمل  لتحصينهم ضد  حملات التحريض والتجنيد التي تستهدفهم من قبل الجماعات الارهابية. ومن جانبها، التزمت دولة الإمارات بمكافحة التطرف العنيف وما ينتج عنه من معتقدات وأعمال إرهابية، حيث تنسق من خلال عضويتها في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، مع  شركائها لضمان عدم استخدام أراضيها لخدمة ونشر الأعمال الإرهابية والجرائم الأخرى المرتبطة بها. ومن خلال استضافتها لمركز "هداية"، فإن دولة الإمارات تساعد المجتمع الدولي في   تبادل أفضل الممارسات لمواجهة التطرف العنيف بكافة أشكاله. كما سنعمل على تعزيز السياسات الوقائية من خلال إنشاء مراكز لتأهيل المتأثرين بالفكر المتطرف والإرهابي.

 

ختاماً نثمن جهود المجلس في اتخاذ قرارات سابقة تتعلق بهذا الموضوع خلال فترة وجيزة، كان آخرها القرار رقم 2170)) الذي يدين تجنيد المقاتلين الأجانب من قبل التنظيم الإرهابي داعش وجبهة النصرة في العراق وسوريا، مما يدل على وجود استراتيجية واضحة  تجاه مكافحة الإرهاب. كما نأمل أن هذا العمل الجاد للمجلس يسمح للدول الأعضاء بالمشاركة في مناقشاته من أجل تنسيق الجهود بشكل فعال لمكافحة الإرهاب.

 

 

وشكراً،،