United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

بيان الإمارات العربية المتحدة أمام المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن تحت البند: صون السلام والأمن الدوليين: الشباب والسلام والأمن

الاثنين, 27 (نيسان (أبريل 2020

السيد الرئيس،

في البداية أود أن أشكركم على عقد هذه المناقشة المفتوحة حول الشباب والسلام والأمن. كما أود أن أشير إلى الأهمية التي توليها دولة الإمارات للدور البناء الذي يلعبه الشباب في تنمية بلادي، وأن أشارك في اجتماع اليوم والذي يكتسب أهمية كبرى، خاصة وأن المجلس يواصل أعماله في ظل أزمةٍ صحيةٍ عالميةٍ  لم يسبق لها مثيل، والتي تتطلب منا تشجيع وتمكين الشباب  باعتباره عنصراً فاعلاً  وحلقة الوصل بين الصحة والأمن العالميَين.

يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة لاعتماد القرار 2250 المتعلق بالشباب والسلام والأمن، ويسرني في هذا الخصوص أن أتقدم بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية على قيادتها المتميزة وأخذها بزمام هذه المبادرة، حيث أعترف هذا القرار وللمرة الأولى بالدور الهام والإيجابي الذي يلعبه الشباب في صون وتعزيز السلم والأمن الدوليين.

وقد شهد العالم خلال السنوات التي تلت اعتماد القرار 2250 الأساليب العديدة والمبتكرة التي سعى الشباب من خلالها الى منع العنف وتوطيد السلام في جميع أنحاء العالم، سواءً في المجتمعات المدمرة والمتضررة من النزاعات أو في المجتمعات التي تعيش في حالة من السلام النسبي، وهو عمل يبشر بالمكاسب الهائلة لتحقيق السلام والأمن للجميع.

ولقد عبّر الشباب في جميع أنحاء العالم عن وجهة نظره والتي مفادها أن السلام والأمن يعنيان ما هو أكثر من مجرد غياب العنف، ولذلك يجب أن يكون السلام والأمن محل اهتمام العالم بأسره، حيث شدد الشباب على أهمية إنهاء العنف ومعالجة أعراضه والأسباب الكامنة وراء الفساد وعدم المساواة والظلم الاجتماعي.

يزداد دور الشباب أهمية خلال هذه الفترة العصيبة التي يواجه فيها العالم جائحة فايروس كورونا. ففي بلادي يتطوع الشباب لدعم جهود الدولة لتخطي هذه الأزمة العالمية من خلال التدريب على الاستجابة في حالات الطوارئ والمشاركة في ورش العمل المتعلقة بالسلامة، كما يشاركون في برنامج التعقيم الوطني لتطهير المدن الرئيسية لمنع انتشار الفيروس. وتواصل بلادي وضع الشباب في الصدارة عند مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

فعلى المستوى الوطني، اتخذت قيادة دولة الإمارات خطواتٍ ملموسةٍ لإدماج الشباب بشكلٍ فاعل في عمليات صنع القرار.  فمنذ تعيين وزيرة الدولةٍ لشؤون الشباب في عام 2016، تم إنشاء العديد من الآليات والمبادرات كمجالس الشباب وتبني الاستراتيجية الوطنية للشباب التي أعدها ودعمها شباب إماراتي.  أن هذه الخطوات تدعم سياسة المشاركة المفتوحة التي تُعد حجر الزاوية في إنشاء مجتمعٍ سلميٍ ومزدهر.

أما على المستوى الإقليمي، فتواصل بلادي دعم الشباب في العالم العربي الذي يعاني من تفشي المخاوف الأمنية وانتشار الصور النمطية التي تربطه بالعنف. ولذلك ومن أجل مواجهة هذه الصورة النمطية، تعمل دولة الإمارات على تعزيز نموذج الاعتدال والتسامح والقبول بالآخر، وترى في هذا النموذج أن الشباب ليسوا هم المشكلة التي يتعين حلها، بل هم شركاء في الجهود التي تسعى لإنشاء مجتمعاتٍ مسالمة ومزدهرة. وتحقيقاً لهذه الغاية، استضافت بلادي في ديسمبر 2019 مؤتمراً إقليمياً مشتركاً مع الأمم المتحدة حول "تمكين الشباب وتعزيز التسامح: المناهج العملية لمنع ومكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب "في أبوظبي، والذي جمع 300 مشاركٍ، وأتاح الفرصة لمناقشة المبادرات وخطط العمل التي تهدف إلى تعزيز القدرة على التصدي للتطرف المؤدي إلى الإرهاب، والتركيز على تمكين الشباب والتسامح على المستويين الوطني والإقليمي. وتؤمن بلادي بأهمية هذا النوع من الشراكة إذا أردنا الاستفادة من مساهمات الشباب في تحقيق ودعم السلام وتمكين مليار وثمانمائة مليونِ شابٍ على مستوى العالم.

 تتميز أنشطة السلام والأمن التي يقودها الشباب بالابتكار في استخدام الفن والرياضة ووسائل الإعلام، حيث تم الاعتماد على التواصل على المستوى الشخصي، وحشد حركات اجتماعية تلقائية ومستقلة عبر الإنترنت، وتنوع مبادرات الشباب بشكل كبير.  وقد قامت بلادي بالبناء على هذه المبادرات من خلال احتضان مبادرات أخرى كمركز الشباب العربي الذي يوفر الفرص للرواد الشباب العرب في مختلف المجالات لحشد أقرانهم وإشراكهم في تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتهم.

وعلى المستوى الدولي، أطلقت دولة الإمارات برنامج المندوبين الشباب في عام 2016، الذي يشارك فيه الشباب من دولة الإمارات في الوفود الرسمية للدولة التي تحضر اجتماعات الجمعية العامة واجتماعات اللجان والمنتديات الدولية ذات الصلة. ويشمل البرنامج إشراك الشباب في المفاوضات والفعاليات الجانبية والاجتماعات رفيعة المستوى. ولذلك، تحث بلادي مجلس الأمن على استضافة المزيد من القادة الشباب بشكلٍ منتظم للاطلاع على تجاربهم الفردية في السعي نحو تحقيق السلام والتنمية الاقتصادية في مجتمعاتهم.

 وفي الختام، تؤكد بلادي مرة أخرى على التزامها بالدور الهام للشباب في منع وحل النزاعات باعتباره عنصراً أساسياً في تحقيق الاستدامة والاندماج ونجاح جهود حفظ وبناء السلام. كما يسعدني أن أنتهز هذه الفرصة لتشجيع الدول الأعضاء وأجهزة وكيانات الأمم المتحدة ذات الصلة على النظر في سبل زيادة المشاركة الفاعلة والشاملة للشباب في جهود بناء السلام من أجل تعزيز جدول أعمال الشباب والسلام والأمن.

وشكراً السيد الرئيس.