United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

بيان الإمارات العربية المتحدة أمام المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن بشأن الوساطة والتسوية السلمية للنزاعات

الأربعاء, 29 (آب (اغسطس 2018
المتحدث: 
السيدة/ أميرة عبيد الحفيتي
المكان: 
الأمم المتحدة

أود في البداية أن أتقدم بالشكر إلى المملكة المتحدة على جهودها القيمة في رئاسة أعمال المجلس لهذا الشهر، وعلى عقدها لهذه المناقشة الهامة.

لا يوجد مكان آخر بحاجة إلى تسوية سلمية وجهود وساطة أكثر من منطقة الشرق الأوسط، والتي أدت النزاعات فيها إلى زعزعة استقرار المنطقة. وللتصدي للنزاعات القائمة، ستظل الإمارات العربية المتحدة مُلتزمة بالتسويات السياسية وعمليات الأمم المتحدة التي تستند إليها، لاسيما في ليبيا وفلسطين وسوريا واليمن.

كما نعلم أن إحداث "طفرة دبلوماسية من أجل السلام"، والتي دعا إليها الأمين العام، أمر بالغ الأهمية، ليس فقط من أجل التوصل إلى حلول سياسية دائمة لهذه النزاعات وغيرها، ولكن أيضاً لمنع نشوب النزاع في المقام الأول. وتحقيقاً لهذه الغاية، تعمل دولة الإمارات على تعزيز الجهود الدبلوماسية لإرساء السلام في جميع أنحاء المنطقة والمناطق المحيطة بها.

وفي الوقت الذي توجد فيه العديد من الأزمات السياسية التي تسترعي الاهتمام، هناك بعض التطورات الإيجابية التي نجحت فيها الدبلوماسية، وتم التوصل عبرها إلى اتفاقات، وكانت مساعي الوساطة فيها مثمرة، وتُشيد دولة الإمارات على وجه الخصوص باتفاق السلام الذي تم مؤخراً بين إريتريا وإثيوبيا، ونحن على يقين بأن هذا السلام سيكون له أثر إيجابي بعيد المدى على القرن الأفريقي بأكمله.

السيد الرئيس،

تود دولة الإمارات في هذا الإطار تقديم بعض التوصيات لتعزيز الوساطة كجزء من نهج قوي، ليس فقط لتسوية النزاعات سلمياً، بل أيضاً لمنع نشوب النزاع في المقام الأول:

أولاً، يتعين على الدول الأعضاء ومجلس الأمن أن يعملان على الإنفاذ الكامل للإطار القانوني للتسوية السلمية للنزاعات، المنصوص عليها في المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة. وفي حين أن المسؤولية عن التسوية السلمية للمنازعات تقع على عاتق أطراف النزاع، فإن لِمجلس الأمن دور أساسي، إذ ينبغي عليه أن يكون مُستعداً للقيام بما هو ضروري ومناسب لدعم وتَكملة الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء، حيث اضطلعت الأمم المتحدة تاريخياً بدور رائد في التسوية السلمية للمنازعات وستواصل القيام بذلك.

وتؤكد دولة الإمارات في هذا الصدد دعمها للمجلس الاستشاري رفيع المستوى المعني بالوساطة التابع للأمين العام.

ثانياً، وبالنظر في كيفية تعزيز جهود الوساطة، فيجب أن تكون شاملة خاصة للنساء، والدليل على ذلك واضح: عندما تشارك المرأة في مفاوضات السلام، يستمر السلام لفترة أطول. ولكن لا يجب الاكتفاء بوجود المرأة على طاولة المفاوضات، بل يجب أن تلعب دور الوسيط فيها، وهذا ما أكدت عليه المملكة المتحدة خلال تحديدها إطار المناقشة المفتوحة اليوم.

ثالثاً، نحث مجلس الأمن والقائمين بجهود الوساطة في الأمم المتحدة للعمل عن كثب مع المنظمات الإقليمية للتوصل إلى حلول سياسية دائمة، وَنضم صوتنا إلى الأمين العام في دعوته إلى تعزيز التنسيق مع المنظمات الإقليمية والتي تأتي ضمن جهوده الحالية لإصلاح المنظمة.

ختاماً السيد الرئيس، اسمح لي باستذكار أحد أهم الوسطاء في هذا العصر، السيد كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والذي سبب فقدانه حزن عميق في كافة أرجاء الأمم المتحدة وبعثات الدول الأعضاء، فقد ترك السيد عنان - الذي كان محترفاً في فن الدبلوماسية، سجلاً حافلاً بالمفاوضات الناجحة التي أجراها مع العديد من الأطراف من مختلف الفئات والأطياف، سعياً منه لإحلال السلام في جميع أنحاء العالم.

ويود وفد بلادي التنويه بأنه عند وضع إجراءات تسوية للمنازعات، من الضروري أن يُشارك أطراف النزاع بحسن نية، وألا يسعى أحدهم إلى تقويض الإجراءات أو استغلالها لأغراض سياسية خاصة به.

وشكراً،،