United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

بيان الإمارات العربية المتحدة أمام   المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن بشأن المرأة والسلام والأمن

الجمعة, 27 (تشرين اﻷول (أكتوبر 2017
المتحدث: 
السيد سعود راشد المزروعي
المكان: 
الأمم المتحدة

أود في البداية أن أتقدم بالشكر إلى الجمهورية الفرنسية على عقد هذه المناقشة الهامة بشأن المرأة والسلام والأمن، وأن أضم صوتي إلى الوفود الأخرى في توجيه الشكر إلى كل من السيدة ماريا لويزا ريبيرو فيوتي، مديرة مكتب الأمين العام، والسيدة فومزيلي ميلامبو - نغوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وذلك على احاطتهما، مؤكداً على دعمنا المتواصل لدور الهيئة في النهوض بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن، ومُكرراً للنداء الذي أطلقته السيدة نغوكا بشأن ضرورة مضاعفة الجهود المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في الأمم المتحدة.

أود كذلك أن أعرب عن تأييد دولة الامارات، بصفتها عضواً في مجموعة أصدقاء المرأة والسلام والأمن، للبيان المشترك الذي أدلت به المجموعة.

السيد الرئيس،،

لقد مر عامان على الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة عشر لتبني القرار 1325، وعلى تبني مجلس الأمن بالإجماع للقرار رقم 2242 والذي شاركت دولة الإمارات في رعايته، وباعتبارنا داعمين لجدول أعمال المرأة والسلام والأمن، فإنني أؤكد على التزام دولة الإمارات ببناء إطار عمل قوي يهدف إلى التنفيذ الكامل لجدول الأعمال.

ولقد اتخذت الأمم المتحدة عدة خطوات هامة منذ عام 2015 لتفعيل جدول الأعمال، منها إنشاء مجلس الأمن لفريق الخبراء غير الرسمي المعني بالمرأة والسلام والأمن والذي يركز على تعميم المنظور الجنساني في بنود جدول أعمال مجلس الأمن المتعلقة بالأوضاع في بلدان محددة، وإطلاق شبكة نقاط الاتصال الوطنية، والتي تُعتبر دولة الإمارات أحد أعضائها المؤسسين والمعنية بتنسيق وتنفيذ جدول الأعمال على المستوى الوطني. وبالرغم من ذلك، فلا يزال تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن يشكل تحدياً بسبب جملةٍ من التهديدات المتشابكة، بدءاً من تصاعد الإرهاب والتطرف العنيف ووصولاً إلى استهداف النساء والفتيات في مناطق الصراع وإطالة أمد أزمة اللاجئين.

وتدرك دولة الإمارات التحديات التي تحول دون تنفيذ جدول الأعمال بشكل كاملٍ، ولذلك تحرص على القيام بدورها في مجال منع النزاعات وتعزيز السلام المستدام بما يساهم في تحقيق جدول أعمال التنمية 2030.

السيد الرئيس،

إن المشاركة الكاملة والجادة للمرأة في جهود النهوض بالمجتمع تعتبر أحد المبادئ التأسيسية التي بُنيت عليها دولة الإمارات. ومن هذا المنطلق، حرصت دولة الامارات على أن يكون تمكين المرأة وحمايتها أحد العناصر الرئيسية لاستراتيجيتها الخاصة بالمساعدات الخارجية، وأن يكون احترام حقوق النساء والفتيات هو الأساس لجميع الجهود التي تقوم بها في إطار استجابتها الدولية.

وفيما يتعلق بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعتبر دولة الإمارات شراكتها مع الهيئة أحد العناصر الأساسية في استراتيجيتها لتنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن. ولذلك، حرصت بلادي منذ إنشاء الهيئة على تقديم الدعم الكامل لها. ويسرني في هذا الصدد أن أشير إلى تعهد دولة الامارات مؤخراً بتقديم مساهمة بقيمة 15 مليون دولار إلى الهيئة على مدى الأعوام الثلاث المقبلة دعماً منها للعمل الهام الذي تضطلع به.

ونتيجة لهذه الشراكة القوية، وبقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة - قامت دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بتدشين مكتب اتصال في أبوظبي في عام 2016، والذي سيساهم في تعزيز التعاون في مجالات المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات باعتبارها عناصر أساسية في تنفيذ جدول أعمال المرأةأأ والسلام والأمن في المنطقة.

وتقر دولة الإمارات بضرورة وجود قاعدة أبحاث تسهم في تبني سياسات مبنية على بيانات فعالة لتفعيل جدول أعمال المرأة والسلام والأمن. ولذلك تساهم دولة الإمارات في قاعدة الأبحاث هذه من خلال دعمها للبرنامج العالمي للمرأة والسلام والأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بهدف تمكين المجتمعات وتعزيز قدرتها على الصمود أثناء الصراعات عن طريق تعزيز جهود الوقاية التي تيسر مشاركة المرأة وتمكنها من القيام بدور قيادي وتحمي حقوقها. وقد ساهم هذا البرنامج في تعزيز الأبحاث المُراعية للمنظور الجنساني وجمع البيانات بهدف الكشف عن دوافع التطرف ومعرفة آثار استراتيجيات مكافحة الإرهاب على حقوق المرأة والمنظمات النسائية.

وإيماناً منها بأهمية تعزيز قدرة الحكومات على تعزيز المساءلة بشأن العنف الجنسي المتصل بالنزاعات، دعمت دولة الإمارات فريق الخبراء المعني بسيادة القانون والعنف الجنسي في حالات النزاع، من خلال وضع وتنفيذ خطة عمل بشأن العنف الجنسي المتصل بالنزاعات وإنشاء آليات للوقاية والاستجابة في الصومال، والتي وُضعت المساءلة فيها كعنصراً محورياً.

وختاماً السيد الرئيس، تؤكد دولة الإمارات على أن المجتمع الدولي لن يتمكن من تحقيق السلام المستدام ما لم تكن "مشاركة المرأة" في صميم جهود السلام والأمن العالميين. كما سنواصل تأييد مشاركة المرأة بصورة كاملة وفعالة وجادة في جميع جوانب القيادة ومراكز صنع القرار، والعمل على التنفيذ الفعال لجدول أعمال المرأة والسلام والأمن.

وشكرا،