United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

إطلاق مؤشر المعرفة العربي

الجمعة, 06 (آيار (مايو 2016
المتحدث: 
سعادة/ لانا نسيبة
المكان: 
الأمم المتحدة

 

 

أصحاب السعادة، الزملاء،

الحضور الكريم

 

يسعدني ان أبدا كلمتي اليوم بتوجيه الشكر والتقدير الى السيدة سيما بحوث وجميع الأعضاء ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمكتب الإقليمي للدول العربية على الشراكة الطويلة والمثمرة التي تربط بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبرنامج الامم المتحدة الإنمائي في مجال بناء وتنمية المعرفة على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي.

 

ويسعدني أن أشارككم اليوم تقديم مؤشر المعرفة العربي الذي يهدف إلى رصد واقع المعرفة في وطننا العربي وتطويره. ولقد جاء هذا العمل الهام في توقيت هو الأفضل بالنسبة لمنطقتنا التي هي الآن في أمس الحاجة إلى تحقيق التنمية وتمكين شبابها من الاندماج الفعال في أسواق العمل المعرفيّة المحلّيّة والعالميّة من أجل مواجهة التحديات الحالية.

 

إن انطلاق هذا المؤشر هو تجسيد لعمق الشراكة التي تربط بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتتويج لجهود التعاون المشترك والبناء المستمر بينهما في مجال تعزيز التنمية والمعرفة بالوطن العربي.

 

وربما تكون كلمتا المعرفة والابتكار أشهر كلمتين تم استخدامهما في قاموس الأمم المتحدة خلال السنوات الأخيرة وصار لهما صدى خاص، لأننا جعلنا من المعرفة والابتكار هدفاً ومؤشراً يقيس تقدم الدول وتطورها، فضلاً عن صلتهما القوية بالتنمية المستدامة. فالأفراد الذين يتمكنون من الوصول إلى المعلومات وفرص التعليم يستطيعون اتخاذ قرارات أفضل ويتمتعون بخيارات أوسع. كما تسهم الموارد المعرفية والتعليمية للدول في تعزيز قدرة مجتمعاتها على مواجهة التحديات وتعزيز فرص الحياة الكريمة للجميع، وخاصة للشباب الذين يشكلون أحد العناصر الهامة في بناء مجتمعات المعرفة. ولذلك ننظر إلى المعرفة من منظور التنمية.

 

إن قيم دولة الإمارات العربية المتحدة مستمدة من تجربتها الخاصة التي أرسى دعائمها القادة المؤسسون الذين حرصوا على تعزيز ثقافة الاستثمار في الأجيال المقبلة، حيث استطعنا بفضل رؤيتهم الحكيمة من التحول في غضون ثلاثة أجيال فقط من مجتمع كانت فرص التعليم فيه محدودة الى مجتمع يحوز معظم شبابه شهادات جامعية. ولقد عزز هذا النهج ثقافة الانفتاح والفضول الفكري التي تبنتها دولة الامارات في مجالات التكنولوجيا والبيئة والحوكمة.

 

إن مسألة تطوير القيم المجتمعية في ظل التقدم الحاصل في مجالَي المعرفة والابتكار تشكل تحديا كبيرا. والسؤال هنا هو كيف تبدو المعرفة والابتكار من منظور السياسات؟ وكيف يمكن قياس النجاح؟ ولذلك، فإن مؤشر المعرفة العربي يشكل أداةً هامة لصانعي القرار وواضعي السياسات في جميع أنحاء المنطقة، ولاسيما في سياق جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030.  كما أن الواقع الديموغرافي لمجتمعاتنا يفرض علينا التركيز على وضع سياسات تهدف إلى منح الشباب الفرص للمساهمة في تطوير مجتمعاته.

 

إننا نعتبر هذا المؤشر اسهاماً عربياً يُثري الفكر العالمي. وعلى الرغم من انه يهدف الى رصد واقع المعرفة في الوطن العربي، إلا أن أدوات ومعايير التقييم الخاصة به يمكن تكييفُها لتتناسب مع خصوصيات الدول والمناطق الأخرى. كما سيوفر هذا المؤشر فرصاً قوية لقياس التحديات وتحديد الثغرات وتقييم نجاحاتنا، وقد يشكل أحد الابداعات التي تم ابتكارها من اجل تنفيذ جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030، التي تساعد الدول في الوقوف على حال المعرفة بمجتمعاتها، ومعرفة الإجراءات التي يتعين إعطائها الأولوية.

 

وفي الختام، أود بالنيابة عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، أن أوجه الشكر إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على هذا الإنجاز الهام، متمنيةً له دوام التقدم ومواصلة جهوده بالشراكة مع مؤسستنا في إطلاق المزيد من المبادرات التي تسهم في تطوير وتنمية مجتمعاتنا العربية.

وشكرا.