United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

بيان السفير د.بشار الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول حلب

الاثنين, 05 (كانون اﻷول (ديسمبر 2016
المتحدث: 
المندوب الدائم د.بشار الجعفري
المكان: 
مجلس الأمن

رابط الفيديو

استخدمت روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار قدمته اسبانيا ومصر ونيوزيلندا الى مجلس الامن الدولى يطالب بهدنة فى مدينة حلب بينما صوتت فنزويلا ضد مشروع القرار وامتنعت أنغولا عن التصويت.

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا هم الفرسان الثلاثة المدافعون عن التنظيمات الإرهابية في سورية.

وفيما يلي نص البيان:

السيد الرئيس،

إن رعاة الإرهاب هم الذين تراودهم أحلام اليقظة بدفن سوريا، تماماً كما كانوا قد حلموا بدفن العراق وليبيا واليمن، ولكنهم عندما يهجعون للنوم أنا متأكد أنهم ستلاحقهم الكوابيس واللعنات السورية والعراقية والليبية واليمنية والفلسطينية.

  منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية المفروضة على بلادي سوريا، تتداعى كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، والتي باتت تستحق بجدارة لقب "الفرسان الثلاثة المدافعين عن الإرهاب"، ويا ليتهم يقتدون بشخصية الــ"دون كيشوت" التي تحدثت عنها سيدي الرئيس لأنها شخصية نبيلة كانت تدافع عن العدالة الإنسانية... تتداعى هذه الدول إذاً، إلى جانب دول أخرى من خارج هذا المجلس مثل تركيا وقطر والسعودية، إلى عقد الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية، والمشاورات الجانبية بصيغها المختلفة وطرح مشاريع قرارات الواحد تلو الآخر، بطريقة أدت الى خروج الأمم المتحدة عن أهم مبادئها ومقاصدها في حفظ السلم والأمن الدوليين، لتصبح بممارسات البعض الخاطئة، منبراً وأداةً للدفاع عن الإرهاب في سوريا وحمايته والترويج له وتقويض التوافق الدولي حول مكافحته.  

ولن نُفاجأ إذا استمر الحال على ذلك أن تُرشِّح حكومات هذه الدول إرهابيين من أمثال "جون البريطاني" و"أبو مُرّة الفرنسي" و "أبو هريرة الأميركي" و"أبو المقداد التركي" و "عبد الله المحيسني السعودي" و "أبو عبد الرحمن الكندي" ونضيف إليهم من ذكرته زميلتي المندوبة الأمريكية قبل قليل، واسمه "أبو جعفر الحلبي" كما قالت.. أن ترشحهم لنيل جائزة "نوبل" للسلام، أو أن تقترح حكومتا فرنسا وبريطانيا إطلاق اسمي "أبو محمد الجولاني" زعيم "جبهة النصرة" و "أبو بكر البغدادي" زعيم "داعش"، على شارعين في باريس ولندن، تخليداً لمساهماتهما في العمل الإنساني في حلب وتعزيز الديمقراطية وحماية المدنيين.

ونسأل "الفرسان الثلاث" اليوم عن صوتهم المختفي وموقفهم المخزي من قصف المشفى الميداني الروسي اليوم وقتل طبيبتين روسيتين وجرح عاملين ومرضى فيه، من قبل الإرهابيين "المعتدلين" ممن يدافع عنهم هؤلاء داخل مجلس الأمن وخارجه، قولاً وفعلاً. إن هذا المشفى الميداني الروسي مخصص لإسعاف وعلاج المدنيين الأبرياء الذين حررهم الجيش السوري وحلفاؤه من تحت قبضة إرهابيي "جبهة النصرة" الذين كانوا يحتجزونهم كدروع بشرية، وهي الحقيقة الثابتة منذ دخول الإرهابيين إلى حلب في صيف العام 2012، والتي استطاع مبعوثان أمميان أن يعترفا بها أخيراً.. وأقصد هنا السيدان ستيفان دي ميستورا وستيفن أوبراين خلال إحاطتهما الأخيرة أمام هذا المجلس...

السيد الرئيس،

إن تحرير ما يقارب المئة ألف مدني من سكان حلب التي تسمونها بـ"حلب الشرقية"، بمن فيهم عشرات الآلاف من الأطفال، لم يكن في يوم من الأيام جزءاً من خطط حكومات الفرسان الثلاثة وأتباعهم، وإلا لكانت هذه الحكومات رحبت بإنجازات الجيش السوري وحلفائه الذين يحاربون الإرهاب في سوريا نيابة عن دول العالم كافة، بعد أن بات خطر الإرهاب يهدد كل زاوية في أنحاء هذا العالم بسبب السياسات الرعناء والابتزاز السياسي الرخيص الذي تمارسه حكومات هذه الدول.

لن أكرر على مسامعكم، أيها السادة، ما يعانيه أهلنا في مدينة حلب بسبب ممارسات الجماعات الإرهابية، ولا القصص المروعة التي رواها أهلنا المحررون من بطش هذه الجماعات وإجرامها، ولكنني أؤكد لكم أن حكومة بلادي بدعم من حلفائها لن تستسلم لمحاولات هذه الدول الثلاث وأدواتها لاستغلال مجلس الأمن في دعم الإرهابيين في سوريا، ولن تخذل أهلنا في حلب، ولن تتوانى عن ممارسة واجبها الدستوري والقانوني في طرد الإرهابيين من حلب ومن كل بقعة على الأرض السورية، وفي إنقاذ السوريين من ويلات وممارسات هذه المجموعات، وذلك انسجاماً مع مبادئ القانون الدولي، وتطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، شأننا في ذلك شأن أي دولة عضو متمسكة بممارسة سيادتها في هذه المنظمة الدولية.

سيدي الرئيس،

لقد التزمت حكومة الجمهورية العربية السورية وحلفاؤها بكافة فرص التهدئة السابقة، حرصاً منها على حياة المدنيين السوريين، لكن ذلك لم يكن إلا فرصة للجماعات الإرهابية، وبدعم وبتوجيه من مشغليها من الدول الأعضاء في هذا المجلس وخارجه، من أجل إعادة تجميع قواها ومقاتليها الإرهابيين، وتلقي المزيد من السلاح والإمدادات العسكرية والبشرية واللوجستية، من أجل استكمال جرائمها بحق الشعب السوري. وفي هذا السياق، فإن السؤال الذي بات الشعب السوري والرأي العام العالمي الحر يطرحه باستمرار، هو: هل سبق في أي مكان أو زمان في هذا العالم أن فرض مجلس الأمن بقرار منه هدنة مع الإرهابيين تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم وتعزيز تسلحهم عدة وعدداً؟

في مواجهة هذا الابتزاز السياسي الرخيص الذي يمارسه "الفرسان الثلاث"، فإن الحكومة السورية، بدعمٍ من حلفائها، لم تدخر جهداً منذ الأيام الأولى في حربها ضد الإرهاب في احترامها القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، وممارسة واجبها في تقديم المساعدات لكافة المحتاجين السوريين. وكان آخرها، كما تعرفون، فتحها المعابر أمام المدنيين في حلب لتسهيل خروجهم، كما أنها منحت الفرصة للمسلحين لترك أسلحتهم من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة، وذلك في مقابل تخلي المنظمات الإنسانية الدولية ومسؤوليها، بما في ذلك الـ"أوتشا"، الذين لطالما تباكوا أمام هذا المجلس.. تخليهم عن تقديم أي شيء لمساعدة أهلنا الذين حررهم الجيش السوري من الإرهاب في حلب، حتى هذه الساعة...

       لقد بات حرياً، سيدي الرئيس، على الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بأن لا تنساق وراء المحاولات الحثيثة لبعض الدول الأعضاء من داخل هذا المجلس وخارجه، من أجل اعتماد قراراتٍ لا تخدم في النهاية إلا تقوية الإرهاب وتعزيزه في سورية، وهو أمرٌ لن تسلم منه أي دولة عضو في هذه المنظمة.

 وأؤكد على كل من يدّعي حرصه على تحقيق مصلحة الشعب السوري، سواء في تخفيف معاناته الإنسانية، أو التوصل إلى حل سياسي بقيادة السوريين أنفسهم كما تقولون أنتم، أو القضاء على آفة الإرهاب، فعليه أن يطرق باب الحكومة السورية، والعنوان معروف للجميع.

       ختاماً سيدي الرئيس، إن حكومة دولة دائمة العضوية في هذا المجلس، يدافع وزير خارجيتها صباح اليوم عن قتل الطائرات السعودية لآلاف المدنيين في اليمن وتدمير هذا البلد، لا يمكن أن تكون في موقع يؤهلها لتوجيه الاتهامات الباطلة للآخرين.. لقد قال وزير خارجية بريطانيا اليوم أن السعودية لم تتجاوز أية خطوط حمراء في اليمن، وأن بلاده ستستمر في تزويد السعودية بالسلاح والمشورة في حربها على اليمن... هذا حرفياً، هكذا قال وزير خارجية بريطانيا، على الرغم مما يشهده العالم بأسره من قصف للمستشفيات وقتل للمدنيين وتخريب للبنى التحتية في اليمن..