United Nations Welcome to the United Nations. It's your world.

بيان المندوب الدائم السفير بسام صباغ ردّاً على بيان المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية السفيرة ليندا غرينفيلد بتاريخ 15 آذار 2022

Date: 
الاثنين, 21 (آذار (مارس 2022

   منذ 11 عاماً وحتى الآن، ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية تصرُّ على نهجها العدائي وسياساتها التخريبية تجاه الجمهورية العربية السورية، وذلك من خلال استخدامها لجميعِ أدوات الحرب ضدها، بدءاً من حملاتِ التحريض والتضليل والكذب، إلى الاستثمار بالتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، وصولاً إلى الاحتلال المباشر وفرض الإجراءات القسرية.

    إن البيان الذي أصدرته المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 15 آذار الجاري، ليس إلا تكراراً لما دأب عليه مسؤولو الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال السنوات الأحد عشر الماضية، قاسمه المشترك انفصالٌ عن الواقع، وتوصيفٌ خاطئٌ للأحداث، وتقديمٌ لمعلوماتٍ مفبركةٍ بهدف تضليل الرأي العام.

     إن إعرابَ المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية عن القلق إزاء الوضع الإنساني في سورية يتناقضُ تماماً مع قيام بلادها بفرض إجراءاتٍ قسريةٍ لا شرعيةٍ على الشعب السوري تسببت بآثارٍ كارثيةٍ عليه شملت جميع مناحي حياته، كما يتعارض مع عرقلتها لتنفيذ جوانبَ من قرار مجلس الأمن 2585 بشأن دعم مشاريع الإنعاش المبكر الضرورية لتعزيز صمود السوريين وإتاحة العودة للمهجّرين.

    إنّ من النفاق أن تُعرب عن القلق بشأن محنةِ السوريين، وفي نفس الوقت تقوم بلادها بدعم ميليشيا انفصالية إرهابية تتسببُ بمحنةٍ كبيرةٍ لسكان شمال شرق سورية، إلى جانبِ انخراطها في سرقة الثروات الوطنية السورية، ناهيك عن انتهاكها الواضح لسيادة الأراضي السورية ولقرارات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة عبر الاحتلال المباشر لقواتها العسكرية، وقيام مسؤوليها بالتسلل خلسةً إلى الأراضي السورية لتنسيق سياساتها التخريبية.

    أما ادعائها حرص الولايات المتحدة الأمريكية على إيجادِ حلٍ سياسي للأزمة في سورية، فإنه ليس سوى بيانٍ أجوف يهدف إلى حرف انتباه السوريين وإطالة أمد أزمتهم، وعرقلة التوصل إلى أي حلٍ حقيقي. فالمنظور الأمريكي للحل ليس احترام إرادة الشعب السوري وخياراته الوطنية، وإنما فرضَ أطرٍ سياسيةٍ وعسكرية تخدم مصالحهم وتلبّي أجنداتهم.

    إن حديثَ السفيرة غرينفيلد عن ضرورة وضع حدٍ للفظائع التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب يستوجب إنعاش ذاكرتها حول الفظائع المستمرة التي ارتكبها التحالف الدولي اللاشرعي، والذي دمّر مدينة الرقة بكاملها وغيرها من المناطق، وآخرها قيام الطيران الحربي الأمريكي بتدمّير مبنى لجامعة الفرات، ومعهدٍ تعليمي، ومخبزٍ، ومحطة وقود في مدينة الحسكة مطلع هذا العام، بذريعةٍ واهيةٍ وهي ملاحقة فلول تنظيم داعش الإرهابي. أما قتل القوات الأمريكية لما يزيد عن سبعين مواطناً سورياً في قرية، كما اعترف الجيش الأمريكي رسمياً بذلك، فهو خارج إطار ذاكرة السفيرة غرينفيلد ووزارة خارجية بلدها. 

    إن الشعب السوري الذي صمد أمام آلة الحرب الضخمة المتعددة الأوجه والأدوات، وهزم بكل بطولةٍ المشروع الإرهابي، ودافع ببسالةٍ عن سيادة بلده ووحدة أراضيها، لن يسمح لأيّ كان بفرض أي شروطٍ أو إملاءاتٍ عليه، وهو مصرٌّ على تحميل جميع من ساهم في سفك دماء السوريين، وتدمير منجزاتهم، وسرقة ثرواتهم، المسؤولية السياسية والأخلاقية والجنائية عن ذلك.